أيمن. س/ وكالات ثارت عاصفة من الجدل الواسع على مستشار الرئيس المصري القيادي الإخواني عصام العريان، يتوقع أن يكون لها أثر سلبي على أداء الحزب في الانتخابات البرلمانية المقرر إجراؤها بعد أقل من 3 أشهر من الآن، وذلك عندما أكد أن من حق اليهود المصريين العودة إلى مصر، بعد أن تسبب جمال عبد الناصر في تهجيرهم منها. وبلغ حد الهجوم على العريان أن تقدم المحامي محمد حامد ببلاغ للنائب العام طلعت عبد الله، اتهم فيه العريان بفتح أبواب مصر أمام العدو الصهيوني مرة أخرى، وأنه أذاع أخبارا كاذبة ومعلومات تضر بالأمن القومي المصري. وأضاف حامد “هذه التصريحات ستفتح الطريق أمام الموساد الإسرائيلي لتزوير الأوراق والمستندات بما يضمن له زرع عملاء في مصر، فاليهود المصريون الذين هاجروا انخرطوا في الجيش الإسرائيلي وبعضهم شارك في الحرب". وطالب حامد الرئيس المصري بإقالة العريان من منصبه كمستشار؛ لأن المنصب يعطي تصريحاته صفة رسمية، حسب قوله. ومضى المتحدث باسم حزب “النور السلفي" نادر بكار قائلا “ديننا يحرم الظلم ضد أي مخلوق، لكن ما مناسبة الحديث الآن عن يهود كانوا في مصر؟ فارق كبير بين تصريحات العريان كمسؤول حزبي، وبين كونه مستشارا للرئاسة". ومن جانبه قال المنسق العام للجمعية الوطنية للتغيير بهاء الدين شعبان “دعوة العريان تمثِّل خطورة شديدة، وتحمل الكثير من المغالطات، والهدف منها هو مغازلة إسرائيل والولايات المتحدة". وفي الأثناء، سارعت جماعة الإخوان المسلمين، للتبرؤ من هذه التصريحات، حيث قال القيادي البارز حمدي حسن إن “تصريحات العريان لم تصدر بصفته الحزبية أو بصفته تابعا لمؤسسة الرئاسة، وإنما ما قاله هو مجرد رأي شخصي يعبر به عن أفكاره الخاصة". وفي تطور آخر، أقر رئيس حزب المصريين الأحرار، والقيادي البارز بجبهة الإنقاذ الوطني أحمد سعيد، بوجود خلافات بين قيادات الجبهة، تهدد فرصها في الانتخابات البرلمانية المقبلة. وقال إن “بعض الأحزاب قد تنسحب من الجبهة، وهناك مخاوف من تفتيتها أو تكرار تجربة الكتلة المصرية"، مضيفا أن سبب الخلاف يتركز حول شكل القائمة الموحدة، فضلا عن خلافات حول انضمام قيادات من الحزب الوطني المنحل لحزب المؤتمر الذي يقوده عمرو موسى. من ناحية أخرى، قال رئيس الوزراء المصري هشام قنديل أمس، إن الفترة المقبلة ستشهد استقرارا سياسيا واقتصاديا يؤدي لتحسن الجنيه أمام الدولار بعد . أن هبط هذا الأسبوع إلى أدنى مستوى على الإطلاق. وأوضح لي لقاء بالصحفيين “إن شاء الله سنرى تراجع الدولار أمام الجنيه قريبا". وفي ظل موجة جديدة من الاضطرابات السياسية التي شهدتها البلاد مؤخرا استحدث البنك المركزي هذا الأسبوع نظاما جديدا بهدف المحافظة على الاحتياطيات أدى إلى نزول الجنيه إل مستوى قياسي. وبلغ سعر الجنيه في سوق بين البنوك 6.37 جنيه للدولار قبل يومين. ويعني هذا التراجع أن البنك المركزي سمح للجنيه بالهبوط نحو ثلاثة بالمائة خلال اليومين الماضيين بعد أن أنفق أكثر من نصف الاحتياطيات الأجنبية لدعمه منذ الانتفاضة الشعبية التي أطاحت بمبارك قبل عامين تقريبا. وقال قنديل “طبعا البنك المركزي هو المعني بسوق الصرف والحكومة لا تتدخل في عمله.. سوء الأوضاع خلال الفترة الماضية ساهم في استقرار سعر الصرف"، مشيرا إلى تدخل البنك المركزي لدعم العملة على مدى العامين الأخيرين. وانخفضت الاحتياطيات الأجنبية لمصر 448 مليون دولار في نوفمبر تشرين الثاني لتصل إلى نحو 15 مليار دولار وهو ما قال البنك المركزي إنه مستوى حرج.