ما يجري بالجبهة الاجتماعية والسياسية والاقتصادية من أحداث وما يدور حولهم من أحاديث يدعو للقلق.. قلق على كافة المستويات بسبب انعدام رؤية واضحة للخروج من نفق المشاكل المتراكمة. كثير من الجبهات شاخت ووصلت إلى نقطة النهاية.. ليس لأنها تفتقد روح الاستمرار، بل لأنها تفتقد من يشيع فيها تلك الروح. وكثير من الجبهات أصبحت خطرا على البلاد والعباد، والقضبة الحديدية التي تعيشها قطاعات عدة لخير دليل على أننا بحاجة إلى عملية إصلاح شاملة وعميقة ومجدية وحقيقية. الإصلاح لا يكرس الأحادية ولا الإقصاء وهو لا يغلق مجالات التعبير الحر ولا ساحة النشاط السياسي والإعلامي. وعندما نفقد المكتسبات باسم الإصلاح فهذا دليل على وجود خلل كبير، بل مؤشر على وجود تراجع، فلا يمكن العودة إلى الوراء بواسطة الإصلاح، وإن حدث فالأكيد كما سبقت الإشارة إليه أن أمرا غير سوي قد حديث ..وبالفعل هذا ما حدث عندنا مع الأسف. القطاعات التي تعرف غليانا اجتماعيا ليست هي الوحيدة التي تعيش الخلل الكبير، هنالك قطاعات يتأجل انفجارها. والغريب أن شكل الإضرابات يتجدد من سنة إلى أخرى في القطاع نفسه، وقد يشن الأئمة هم أيضا إضرابا صلاة الجماعة..وهي الحادثة التي لم تعد مستبعدة مادامت الإدارة والحكومة لا تستجيب لمطالب الناس إلا إذا أحرقوا العجلات المطاطية أو قطعوا الطرقات أو اعتصموا.. فهل شاخت كل الجبهات هذا العام؟