حسناء شعير اختارت وزيرة الثقافة خليدة تومي خرجة استعراضية لدى افتتاحها أمس، ملتقى دوليا حول “التصميم المتحفي وخبرات تصور وإدارة المتاحف” ب”فندق الهيلتون” في العاصمة. وبدا واضحا أن الوزيرة بذلت مجهودا لتظهر بمظهر “المرأة القوية والحديدية” التي لا يهزمها شيء بعدما تعرضت لحادث سقوط عنيف في “مجلس الأمة”. وخاطبت تومي الحاضرين الذين تفاجأوا بالجبس يكسو جسدها، بكل ثقة وقالت إن إصابتها كانت بليغة، وجعلتها تشعر بمعاناة لاعبي كرة القدم، مضيفة، وقد كررت كلامها بالعربية والفرنسية “ظهري بخير ورأسي بخير ولكن رجلي اليمنى ليست كذلك.. وإصابتي هذه جعلتني أدرك أن لاعبي كرة القدم مساكين.. ومع هذا لم يحل عجزي دون مجيئي إلى المتقى بهذه الأهمية.. هكذا ولا أكثر”. والطريف في الأمر، أن حراس الوزيرة أحاطوها بسياج “بشري منيع” وطالبوا الإعلاميين والحاضرين علنا بعدم تصويرها، بينما وصل الأمر إلى حد تفتيش هواتف البعض مخافة تسلل صورة. وبالعودة إلى صلب الموضوع، استعرضت وزيرة الثقافة السياسة الداخلية المتعلقة بالمتاحف في الجزائر وتوصلت من خلال كلمتها التي ألقتها بعد ساعتين من الانتظار، إلى ضرورة إعادة تقييم التراث الثقافي والسياسة المتبعة في إنشاء وتسيير المتاحف الوطنية، وذلك من خلال التوجه إلى سياسة أخرى تعتمد على التفتح والارتباط والمشاركة التي تتكيف مع قواعد حفظ التراث الثقافي ماديا ومعنويا. وتطرقت تومي خلال افتتاح الملتقى الذي يدوم يومين، إلى أهم المشاريع الثقافية الضخمة التي ميزت العشرية الأخيرة؛ أهمها إنجاز المتحف الوطني للفن الحديث والمعاصر ومتحف المنمنمات وفني الضوء والخط، إلى جانب إنشاء المتحف البحري الجزائري الذي سيبنى، وفق تومي، قريبا داخل “أميرالية العاصمة”. وقالت مسؤولة القطاع إن بناء هذا المتحف هو رغبة في استذكار الفترات الزاهية من التاريخ الجزائري، متطرقة أمام عدد من الخبراء الأجانب والمختصين في المجال، إلى انطلاق مشروع إنشاء متحف إفريقيا الذي تمت الموافقة على إنجازه خلال مؤتمر وزراء الثقافة الأفارقة في فيفري 2006. وسيكون هذا المتحف متعدد المهام، وغايته “تبيان الإنجازات الإفريقية في ميادين الاختراع والإبداع والتجديد، التي ساهمت في مجهود الفعل الحضاري العالمي المرتبطة بشقها الإنساني”. في السياق ذاته، أكدت خليدة تومي أن قطاعها منشغل حاليا بتحقيق تغطية متحفية وطنية أكثر عدلا ومساواة مابين مناطق الشمال والجنوب، حيث يوجد في الوقت الراهن سبعة متاحف وطنية في العاصمة، ثلاثة منها أنشئت حديثا والباقي قيد الدراسة والإنجاز ويتعلق الأمر بالمتحف الوطني للزربية والمتحف الوطني للموسيقى التقليدية وآلات الموسيقى، وآخر للمنمنمات، بالإضافة إلى متحف للباس التقليدي والمتحف الوطني للطبخ التقليدي ومتحف الفن الحديث بوهران، إلى جانب المتحف الوطني ل”الموزاييك” بالعاصمة. وأشارت وزيرة الثقافة إلى إنجاز عشرين متحفا جهويا في كل من قالمة وسوق أهراس والنعامة وسعيدة والوادي وتندوف وعنابة وتبسة وتلمسان والجلفة وغرداية وتيارت وسكيكدة وولايات أخرى. من ناحية أخرى، حصر مدير الوكالة الوطنية لتسيير المشاريع الثقافية الكبرى عبد الحميد سراي مشاكل المتاحف الوطنية، في حديث ل”البلاد”، في نقص الموارد البشرية المختصة والمؤهلة لتسيير المتاحف في الجزائر. وأوضح أن إدارة المتاحف ليس بالأمر الهين كما يعتقد الكثيرون، بل يحتاج إلى خبرات كالتي تسير بها المتاحف العالمية، مضيفا أن هذا الملتقى سيكون فرصة للمهندسين المعماريين في الجزائر للاستفادة من خبرات الأجانب وإسقاطها حتى تكون ذات جودة عالمية ووفقا لمقاييس دولية، حسب تعبيره.