وقّع أمس، السيد بلاكسي رضا، مدير المتحف الوطني البحري ومدير المتحف البحري ببرشلونة الإسبانية على اتفاق تعاون بين المتحفين للاستفادة من التأطير البشري والتكوين وكذا دعم الإسبان للجزائريين في إرساء اللبنات الأولى للمتحف الوطني البحري الذي ستحتضنه "قبب خير الدين" بالأميرالية. حفل التوقيع حضرته وزيرة الثقافة السيدة خليدة تومي وسفير مملكة إسبانيابالجزائر، وأشارت الوزيرة إلى أنّ الجزائرسعيدة جدّا بالاتفاقية الموقّعة مع أكبر متحف بحري في أوروبا، لتضيف بأنّ هذا المتحف سيدعّم الشبكة المتحفية للجزائر التي تدعّمت عام 2007 في إطار "تظاهرة الجزائر عاصمة الثقافة العربية" بهيئتين متحفيتين جديدتين هما المتحف الوطني للفن الحديث والفن المعاصر"ماماك" و"المتحف الوطني للمنمنمات، الزخرفة وفن الخط" بدار "مصطفى باشا" في انتظار احتضان الجزائر للمتحف الإفريقي الذي أقرّه الاجتماع الأخير لوزراء الثقافة لدول الاتحاد الإفريقي الذي استضافته بلادنا مؤخّرا.. وأوضحت السيدة تومي أنّ الجزائر كانت لقرون طويلة سيّدة البحر الأبيض المتوسّط، ولزام علينا اليوم أن نلتفت إلى ما صنع مجد أسطولها البحري ونعمل على استرجاع جزء من الذاكرة الجماعية للجزائر، مشيرة في السياق نفسه إلى أنّ "قبب محي الدين" التي كانت في العهد العثماني ورشة لصناعة السفن وتصليحها أصبحت في العهد الاستعماري مخبزة عسكرية. وأبت وزيرة الثقافة إلاّ أن توجّه بالمناسبة شكرها لمؤسسة للجيش الوطني الشعبي على تعاونها مع الوزارة، وقبولها تخصيص فضاء بالأميرالية لإنجاز المتحف البحري، وقالت "برهن الجيش بذلك مرّة أخرى على أنّه سليل جيش التحرير الوطني، وتعامل معنا بكلّ فخر واعتزاز، وأتمنّى لو أنّ كلّ القطاعات تتعامل مع قطاع الثقافة بمستوى التعاون الذي تبديه المؤسسة العسكرية". من جهته، أشار السيد بلاكسي ل "المساء" أنّ الاتفاق الموقّع أمس، ينصّ على الاستفادة من الخبرة الإسبانية في مجال التكوين والتأطير وكذا التجهيز والتهيئة، لما للإسبان من خبرة ومهارة تمتدّ إلى سبعة عقود من الزمن عمر المتحف البحري لبرشلونة، ليوضّح أنّ الغلاف المالي المخصّص للمتحف لعام 2008 قدّر ب مليارين و300 مليون سنتيم، وأنّ دراسات التهيئة انتهت، والمتحف حاليا يخضع لمخطّط الترميم الاستعجالي ليكون جاهزا عام 2010.وعن سؤال آخر حول مقتنيات المتحف البحري ومساعي استعادة التراث البحري الجزائري الموجود في الخارج خاصة الضفة الأخرى من المتوسّط، أوضح السيد بلاكسي الخبير في علم المتاحف أنّ مختلف الاتفاقيات التي وقّعتها الجزائر من شأنها أن تسهّل العملية، ليضيف أنّه في انتظار تدشين المتحف سيعكف على إعادة تشكيل التاريخ البحري مع إجراء عملية جرد شاملة للساحل الجزائري تمتدّ إلى موانئ الصيد وتشمل شهادات البحارة، وذلك للوصول إلى محتوى يعكس أربعة قرون من السيطرة البحرية و1200 كلم من الشريط الساحلي.