أوضح رئيس المخابرات الداخلية الفرنسية السابق إيف بوني ل«البلاد"، أن التدخل الفرنسي في مالي، قد لا يتمكن من حل الأزمة بشكل كامل، إلا أنه نجح في توقيف زحف الجماعات المسلحة نحو الجنوب، معتبرا أن التدخل كان لابد منه في ظل تأزم الوضع ومحاولة الجماعات السيطرة على التراب المالي. احتياطات أمنية فرنسية تحسبا لهجمات عكسية وعن إمكانية وقوع هجمات معاكسة أو انتقامية من قبل الجماعات المسلحة على الأراضي الفرنسية، وسط معلومات تفيد بوجود خوف وهلع في أوساط الشعب الفرنسي، قال إيف بوني إنه لن يكون هناك خطر أكثر من السابق، ومن المعلوم لدى الجميع أن الجماعات الإرهابية لم تكن يوما صديقة وهي عدو لا بد من محاربته. ولم يستبعد المتحدث ذاته أن تقوم هذه الأخيرة باستهداف فرنسا، إلا أنه أكد أن فرنسا درست الوضعية جيدا ولهذا ستتخذ الاحتياطات اللازمة لمنع ذلك، في إشارة إلى الخطط الأمنية التي وضعتها فرنسا لحماية ترابها وشعبها. ونفى رئيس المخابرات السابق أن يكون التدخل الفرنسي قد رهن مجهودات الجزائر في الوصول إلى حل سلمي للأزمة المالية، واعتبر أنه لديها الحق في دعم خيار الحوار، إلا أنه استبعد في الوقت ذاته أن يكون الحل الأمثل لحل الأزمة. وأضاف رئيس المخابرات السابق، أن العمليات العسكرية التي تقوم بها فرنسا في مالي لا يمكن أن تستهدف الجزائر بأي شكل من الأشكال، موضحا أن فرنسا تسير مع الجزائر في خط واحد، وهذا ما تعكسه الزيارات الرسمية بين البلدين، وفي ظل وجود علاقة صداقة قوية تربط بلاده بالجزائر إضافة إلى النظرة المشتركة للأحداث. واعتبر إيف بوني أن الهجمات العسكرية لفرنسا في مالي لم تكن خطوة متسرعة، موضحا أن الجماعات المسلحة هددت الحكومة المالية ولهذا كان التدخل اضطراريا لاحتواء الوضع، مشددا على أن الحكومة المالية هي التي طالبت فرنسا بالتدخل لتقديم يد المساعدة في إبعاد أنصار الدين واسترجاع مدينة كونا وسط البلاد. استعمال فرنسا للمجال الجوي الجزائري غير مؤكد تجنب إيف بوني الحديث عن مرور الطائرات الفرنسية عبر المجال الجوي للجزائر للوصول إلى مالي، حيث قال إن المسؤولين الفرنسيين وحدهم القادرون على الإجابة على هذا السؤال، مشيرا إلى وجود حديث عن الأمر من الجانب الفرنسي إلا أن المسألة تبقى غير واضحة إلى غاية الآن ما لم تقم السلطات الجزائرية بالتأكيد على ذلك.