حصيلة الضحايا مرشحة للارتفاع خلال الساعات القادمة اتهم وزير الاتصال محمد السعيد، دولا لم يسمها بالوقوف وراء العملية الإرهابية التي طالت المنشأة الغازية بعين امناس، حيث قال “هناك بعض الدول أرادت تصفية حساباتها مع الجزائر من خلال ما حدث في امناس"، مضيفا أن من يقف خلفها كان يسعى “لضرب الاقتصاد الوطني"، محذرا من أي محاولة للمساس بأمن الجزائر وأشار إلى “إن تعداد الجيش الوطني الشعبي يبلغ 38 مليون جزائري وجزائرية". وأوضح وزير الاتصال أمس، لدى استضافته على أمواج الإذاعة الوطنية الأولى، أن “هناك دول أرادت تصفية حساباتها مع الجزائر"، رغم أنه لم يذكر هذه الدول. وأكد في السياق ذاته أن هدفهم “كان زعزعة استقرار الجزائر"، خاصة من “الناحية الاقتصادية" بضرب منشأة استراتيجية تتمثل في قاعدة لإنتاج الغاز، حيث تمثل 10 بالمائة من الانتاج الوطني. وردا على سؤال حول ما إذا كان هذا الاعتداء له علاقة مباشرة مع الهجوم الفرنسي في مالي، أجاب وزير الاتصال أنه “نظرا لوضعنا الجيواستراتيجي لا يمكننا عدم الربط بين ما حدث في عين امناس وما يحدث حاليا في مالي". واغتنم الوزير هذه الفرصة للتذكير بأن الجزائر “تفضل الحل السياسي" للأزمة في مالي. وبخصوص الإجراءات الأمنية التي اتخذت فور بداية النزاع المالي، قال وزير الاتصال إن ترتيبات اتخذت “من أجل تأمين حدودنا" وتم “منذ تدهور الوضع في مالي اتخاذ إجراءات جديدة". وكشف محمد السعيد، أن الإرهابيين الذين اعتدوا على الموقع الغازي ينتمون “لست جنسيات مختلفة على الأقل" وهم “منحدرون من بلدان عربية وإفريقية وبلدان غير إفريقية". فيما أفاد أن القوات الخاصة التابعة للجيش الوطني الشعبي تواصل تأمين الموقع الغازي لتيقنتورين وهذا “بحثا عن ضحايا آخرين محتملين"، حيث إن الحصيلة التي قدمتها وزارة الداخلية لحد الآن “مؤقتة"، موضحا أن الحصيلة النهائية “للأسف مرشحة للارتفاع خلال الساعات القادمة". وقد أسفر الهجوم الذي قامت به القوات الخاصة التابعة للجيش الوطني الشعبي لتحرير الرهائن المحتجزين على مستوى الموقع الغازي لتيقنتورين، عن القضاء على 32 إرهابيا ووفاة 23 شخصا، حسب حصيلة مؤقتة قدمت أول أمس السبت. وفيما يتعلق ببعض الانتقادات التي وجهت للحكومة بخصوص معالجتها الإعلامية للاعتداء، أكد الوزير أن المعالجة الاعلامية “كانت منصبة على مساعدة قوات الجيش الوطني الشعبي في إنجاح عملية تحرير الرهائن بأقل التكاليف"، وأضاف قائلا “كان همنا وهاجسنا الأول مساعدة قواتنا المسلحة في الميدان من أجل إنقاذ الأرواح البشرية من خلال الاحتفاظ بالمعلومة وتقديم ما يجب تقديمه للرأي العام حتى تنجح العملية التي كانت معقدة، لأن المعلومة تؤثر بشكل كبير ولو كان هناك سبق في تقديم المعلومة ستستغلها هذه الجماعات الإرهابية ميدانيا لتوجيه عصاباتها". وأكد وزير الاتصال أنه “لو لم يكن هناك ضبط في النفس واحترافية وحكمة ومسؤولية في التعامل مع المعلومة لوقعنا في فخ استدراجنا"، لأخذ المعلومة من الإعلام الجزائري واستغلالها لصالح هذه الجماعات الإرهابية وبذلك “تكون النتيجة أثقل بكثير.. وكان من الممكن قيام الإرهابيين بتفجير هذه المنشأة الغازية"، وبالتالي حدوث “كارثة اقتصادية" ويصبح المختطفين الذين تم تحريرهم في عداد الموتى.