القاعدة تستعد لشن هجمات جديدة ضد المصالح الغربية في شمال إفريقيا أنس.ج أوردت صحيفة واشنطن بوست الأمريكية نقلا عن مسؤولين كبار في وكالة الاستخبارات المركزية “سي أي إي"، أنهم يعانون شحا كبيرا في المعلومات الآتية من الجزائر ومنطقة شمال إفريقيا خاصة بعد هجوم عين أمناس الذي قتل فيه رعايا أمريكان وغربيون. ولفتت الصحيفة إلى أن المحللين بوكالة الاستخبارات المركزية الأمريكية “سى آى إيه" يجمعون معلومات عن الهجوم الذي وقع في الجزائر، غير أنهم اعترفوا بعدم قدرتهم على فهم وتحليل ما وقع في عين أمناس بشكل جيد، وكذلك تكوين شبكات المتطرفين في المنطقة بسبب ضعف مصادر المعلومات الاستخباراتية الأمريكية في شمال إفريقيا، والتعاون المحدود مع حكومات المنطقة بما في ذلك الجزائر، حسب ما أوردت الصحيفة الأمريكية على لسان رجال الاستخبارات. ويقول مسؤول كبير في “سي أي إي" نحن ببساطة لا نملك الموارد اللازمة، والبصمة، وقدراتنا تتركز في المسارح الأخرى"، مشيرا إلى بلدان مثل باكستان واليمن، حيث نشرت وكالة المخابرات المركزية العشرات من الضباط ونفذت مئات الهجمات بطائرات بلا طيار. ويفهم من هذا التصريح أن الجزائر بشكل خاص وشمال إفريقيا بشكل عام، ستكون محل تركيز الاستخبارات الأمريكية في المرحلة القادمة، خاصة أن هجوم تيڤنتورين لا يعتبر الأول من نوعه بعد هجوم بنغازي والذي أودى بحياة السفير الأمريكي في ليبيا. ذكرت صحيفة “واشنطن بوست" الأمريكية، نقلا عن كبار المسؤولين الأمريكيين، أن معلومات استخباراتية جديدة بشأن فرع تنظيم القاعدة في شمال إفريقيا تشير إلى أن الجماعة المتطرفة تسعى لتنفيذ هجمات على أهداف غربية أخرى في المنطقة بعد اعتدائها الدموى على مجمع الغاز الطبيعى فى الجزائر. وقالت الصحيفة فى سياق تقرير بثته أمس الجمعة على موقعها الإلكتروني إن الدفع بتصعيد هجمات متتالية ينظر إليه كدليل على أن القاعدة تشجعت بعد هجوم عين أمناس. واشنطن بوست: رعايا غربيون يسافرون للالتحاق بفصائل متطرفة في شمال إفريقيا وأضافت الصحيفة أنه حسب مسؤول استخباراتي أمريكي رفيع المستوى، فإن موجة جديدة من المعلومات طفت إلى السطح في الأسابيع التي تلت الاعتداء، حيث قال “ما شاهدناه هو معلومات استخباراتية تشير إلى الرغبة في تنفيذ المزيد من الهجمات". وأوضحت الصحيفة أن المسؤول وغيره من المسؤولين، الذين تحدثوا شريطة عدم ذكر أسمائهم، أكدوا أن وكالات الاستخبارات الأمريكية لم تجد دليلا على مؤامرة معينة يجرى التدبير لها، بل على العكس من ذلك، وصفوا مخطط القاعدة بالواسع وÇالطموح". وأشارت الصحيفة إلى أن المعلومات الاستخباراتية أثارت القلق بين مسؤولى مكافحة الإرهاب الأمريكيين بشأن الخطر الذي يشكله خليط الجماعات المتشددة المسبب للاضطرابات فى شمال إفريقيا خاصة الجماعة المعروفة بالقاعدة فى بلاد المغرب الإسلامي والتى كانت تعتبر فى السابق إحدى أضعف نقاط الشبكة الإرهابية. ونسبت الصحيفة إلى المسؤولين الأمريكيين قولهم إنه رغم تركيزها على الأهداف الغربية فإن الشبكات فى شمال إفريقيا لا تزال بالأساس تمثل خطرا إقليميا. ونقلت الصحيفة عن أحد المسؤولين الاستخباراتيين الأمريكيين رفيعي المستوى قوله “ربما قامت القاعدة بحث تلك الجماعات على إيجاد طرق لتنفيذ هجمات فى الولاياتالمتحدة لكن معظم تلك الجماعات ليس لديها القدرة على القيام بذلك". من جانب ثان قال مسؤولو المخابرات الأمريكية، إن مؤشرات على ضلوع مواطنين كنديين في هجوم تيڤنتورين يسبب قلقاً بالغاً للسلطات الأمريكية. وذكر مسؤول رفيع في المخابرات الأمريكية أنه بينما لم تقدم السلطات الجزائرية فيما يبدو دليلاً دامغاً للحكومات الغربية، نتعامل بمنتهى الجدية مع تقارير عن تورط اثنين من المواطنين الكنديين. ومن شأن تأكيد تورط مواطنين كنديين في الهجوم على منشأة عين أمناس أن يثير المخاوف من وجود صلات مقلقة بين أمريكا الشمالية والمتشددين في شمال إفريقيا. وبعد أن اقتحمت قوات أمن المحطة التي تديرها شركة “بي بي" البريطانية وÇشتات أويل" النرويجية، ذكر مسؤولون أمريكيون أن كنديين اثنين كانا من بين المهاجمين، وأن أحدهما نسق الهجوم. ويقول مسؤولون أمريكيون إنهم يخشون من مؤشرات متزايدة على أن رعايا غربيين يسافرون للالتحاق بفصائل متشددة في شمال إفريقيا، الأمر الذي قد يدفعهم للتورط في أعمال عنف عندما يعودون إلى أوطانهم.