أكد جون لوي كابرييولي، المسؤول الفرنسي السابق المكلف بملف مكافحة الإرهاب بمديرية حماية الإقليم ''الدي آس تي''، أن ما يسمى تنظيم القاعدة في بلاد المغرب الإسلامي الذي يتزعمه الدموي عبد المالك درودكال في تراجع مستمر خلافا للشهور الأولى من سنة 2006 التي تميزت بعدد من التفجيرات الإرهابية، كان أهمها استهداف قصر الحكومة في 11 أفريل من ذات السنة، ثم تلتها تفجيرات المجلس الدستوري في الحادي عشر ديسمبر من سنة 2007، وهي المحطة التي كانت بمثابة منعطف التراجع لهذا التنظيم، يقول كابريولي· وأوعز هذا الأخير أسباب تراجع تنظيم دروكدال وتقهقره، إلى الضربات القاتلة التي تلقاها على يد قوات الأمن المختلفة التي استهدفت خلاياه العملية طيلة السنوات الثلاث الماضية، إضافة إلى تفكيك غالبية الشبكات اللوجيستية التي تشكل العمود الفقري لخلايا الدعم والإسناد، وأكثر من هذا القضاء على عدد كبير من الأمراء البارزين في هذا التنظيم، دون أن يغفل كابريولي الحديث عن الذين سلموا أنفسهم أو أولائك الذين ألقي عليهم القبض· كما جزم المسؤول الاستخباراتي السابق، أن دروكدال وجماعته دخلوا مرحلة الاحتضار السابقة لدخوله في حالة موت محتم، وهو ما يفسره -بحسب المتحدث- فشل زعيم السلفية في تحقيق أي من طموحاته التي حددها سنة 2006 تاريخ إعلان انضمامه إلى تنظيم القاعدة ومبايعة بن لادن، مشيرا في حوار أجراه مع مجلة ''لجون أفريك'' بأن دروكدل لن يتمكن من إنجاز ما وعد به بن لادن من خلال تمثيله في بلدان المغرب العربي وقيادة كل التنظيمات الإرهابية النشطة في المنطقة· في السياق ذاته، كشف المتحدث أن التنظيمات الإرهابية في المنطقة المغاربية لم تبايع دروكدال بالإمارة وبقي نفوذه محصورا على القلة القليلة من أتباعه، خاصة بعد إعلان الظواهري تعيين أبويحيى الليبي ممثلا للقاعدة بالمنطقة· ويواصل الخبير الذي لازال يشتغل على ملف الإرهاب لصالح مؤسسات عالمية مختصة في تحديد مؤشر الخطورة، مؤكدا أن تنظيم الجماعة السلفية طاله الصدأ بسبب ما يتعرض له من خسائر كبيرة على مستوى الموارد البشرية، ما يدلل على قرب ''انقراضه'' بعد نفاذ مخزونه من العناصر الحالية، لا سيما بعد تراجع عدد العناصر المجندة حديثا· ولم يتوقف تحليل كابريولي عند هذا الحد، ليشير إلى معطى آخر حدده في بداية تخطي التنظيم الإرهابي لحدوده التاريخية، رغم محاولات التجديد التي باشرها على مستوى الشكل بتغيير الاسم من السلفية إلى القاعدة، إضافة إلى محاولة تفعيل النشاطات الإرهابية· غير أن سنوات الإرهاب التي شهدتها الجزائر -برأي كابريولي- كانت أقوى من مساعي دروكدل الذي وجد تنظيمه بعد كل هذه السنوات في طريق مسدود ·من جهة ثانية، كشف المتحدث بأن فعالية مكافحة الإرهاب والحرب الاستعلامية التي خاضتها أجهزة الأمن ضد تنظيم دروكدال، إضافة إلى الإجراءات الأخرى المتخذة سياسيا من قبل السلطة، جعلت التنظيم الإرهابي يختنق وهو ما يفسر -برأيه- ندرة المجندين في صفوف التنظيم· وأضاف كابريولي أن جهوية تواجد التنظيم ومحدودية انتشاره كانا سببا في تراجعه رغم محاولات الإمداد التي يقوم بها هذا الأخير في منطقة الساحل، حيث تقوم حكومات دول المنطقة بتجفيف منابعه ومصادر تمويله هناك·