حذر مدير الشرطة الفرنسية، فريدريك بشنار، من إرتفاع مخاطر تهديدات تنظيم "القاعدة في بلاد المغرب الإسلامي" ضد فرنسا، وقال بأن هذه التهديدات "كبيرة جدا"، خاصة وأن الجزائر "تمرّ بمرحلة صعبة". وإستنادا إلى وكالة الأنباء الفرنسية، إعتبر فريدريك بشنار، في حديث لصحيفة "جورنال دو ديمانش"، الصادرة أمس، أن "الخطر الإرهابي قوي اليوم في فرنسا"، وفي رده على سؤال حول ما إذا كان تصعيد الإعتداءات في الجزائر، تزيد من مستوى المخاطر الإرهابية، قال بشنار "لا مجال للشك في ذلك"، مضيفا "نحن لسنا هنا لتهويل وترويع الناس لكن اليوم الخطر قوي". وأوضح المسؤول الفرنسي، أن الخطر قوي لأن فرنسا "تنشر قوات في لبنان وأفغانستان"، ولأن تنظيم الجماعة السلفية للدعوة والقتال "زاد في التطرف وإقتربت من القاعدة"، وكذلك لأن الجزائر "تمر بمرحلة صعبة"، وأكد بشنار أنه لا بد من "إبداء حذر شديد"، مشيرا إلى أن "الإرهاب الإسلامي لم يضرب أراضينا منذ 11 سنة"، وإعتبر أن ذلك يعود "بالخصوص إلى قابلية أجهزة إستخباراتنا على الرد وإلى تنظيمنا". وقال خبراء في المجال الأمني بباريس، أن المصالح الفرنسية في منطقة المغرب العربي وتحديدا بالجزائر، التي عرفت الجمعة المنصرم إعتداء إنتحاريا إستهدف عمالا أجانب، "مستهدفة من طرف القاعدة منذ سنوات"، وأكد هؤلاء حسب ما نقلته عنهم وكالة "فرانس برس"، إن الإعتداء على قافلة تضم فرنسيين بالأخضرية، غداة ظهور الرجل الثاني في "القاعدة"، أيمن الظواهري، وهو يدعو إلى "تخليص المنطقة من الفرنسيين"، لا يعني أن التنظيم يصدر يوميا تعليمات تحرّك يتم تنفيذها حرفيا. وذكر لوي كابريولي، الرئيس السابق لجهاز مكافحة الإرهاب، في إدارة مكافحة التجسس (دي. اس. تي.)، "أن الظواهري لم يتصل البتة هاتفيا بعبد المالك درودكال (زعيم تنظيم القاعدة ببلاد المغرب الاسلامي) المكنى بأبي مصعب عبد الودود، ليقول له إن عليه أن ينفّذ غدا إعتداء"، مضيفا "الأمر لا يسير بهذه الطريقة، ومصالح فرنسا مهددة منذ سنوات"، وقال كابريولي، "لا توجد علاقة مباشرة بين تصريحات الظواهري وإعتداء الجمعة". ويرى الباحث الفرنسي، ماتيو غيدار، المتخصص في قضايا الإرهاب، بأن "القاعدة" لمم تتمكن من إسقاط أنظمة الحكم المغاربية، الشيئ الذي دفع بها إلى توجيه إعتداءاتها على الأجانب، خاصة الفرنسيين والأمريكيين العاملين أو المقيمين بالمغرب العربي، بإعتبارهم "في طليعة المساندين للأنظمة المحلية، في خطوة لدفعهم إلى التخلي عن المساندة". وأوضح مصدر قريب من أجهزة الإستخبارات الفرنسية، بعد تنفيذ إعتداء الأخضرية، أن "تهديد المصالح الفرنسية في الجزائر كان واضحا وعاجلا لدرجة أن أجهزة الإستخبارات الفرنسية كانت حذرت منذ شهور من المخاطر التي تتهدد شركات في الجزائر"، وأضاف المصدر الذي طلب عدم كشف هويته، حسب ما نقلته وكالة الأنباء الفرنسية، "إن ما حصل هو ما كان يفترض أن يحصل". وتأتي التحذيرات الفرنسية الجديدة، مباشرة بعد التفجير الإنتحاري الذي إستهدف موكبا لعمال أجانب بالأخضرية، خلف عددا من الجرحى، منهم فرنسيين وإيطالي، كما تأتي في ظل ترحيل فرنسيين من موظفي شركة مطارات باريس الفرنسية العاملة بمطار هواري بومدين الدولي، تبعا لمعلومات مخابراتية أكدت تخطيط "القاعدة" لإختطافهما. جمال لعلامي