استدعى الأمين العام للمركزية النقابية، عبد المجيد سيدي السعيد اجتماعا طارئا يوم 3 مارس المقبل لبحث التطورات الساخنة حول النزاع النقابي داخل مركب أرسيلور ميتال على خلفية دعوة الاتحاد المحلي لسيدي عمار المحسوب على جناح البرلماني السابق عيسى منادي لانتخابات تجديد الفروع النقابية هذا الخميس، الأمر الذي رفضه جناح الأمين السابق للنقابة اسماعيل قوادرية، حيث أعلن عن مقاطعته لما سماه "انتخابات مزورة مسبقا". وفي بيان وقعه المجلس النقابي المؤقت أكد هذا الأخير أن "الأمين العام للاتحاد العام للعمال الجزائريين عبد المجيد سيدي السعيد أبدى رفضه في مكالمة هاتفية أجراها معه أعضاء المجلس، القفز على الإجراءات القانونية الناظمة لعملية تجديد الفروع النقابية، وشدد على أن تكون التحضيرات في كنف الشرعية وبعيدا عن التزوير لفرز مكتب نقابي تمثيلي يعبر عن إرادة أغلبية عمال مركب الحجار". وطالب الفرع النقابي لمؤسسة أرسلور ميتال بضرورة تدخل الأمين العام للمركزية النقابية عبد المجيد سيدي السعيد لإيفاد لجنة مركزية تتكفل بالإشراف على عملية تجديد الفرع النقابي لمركب الحجار، بعد تسجيل الكثير من التحفظات على الخطوات التي قام بها الاتحاد المحلي لسيدي عمار، الهيئة المخولة قانونا بالسهر على تنظيم عملية التجديد، مع توجيه أصابع الاتهام للمحسوبين على جناح منادي بالتخطيط للعودة إلى نقابة المؤسسة بطرق غير شرعية.وما يعزز هذا الطرح حسب جناح عضوالمجلس الشعبي الوطني عن كتلة حزب العمال والأمين العام السابق للنقابة اسماعيل قوادرية هو" التعجيل بإدراج عيسى منادي ضمن تركيبة فرع سيدي عمار"، الأمر الذي جعل أعضاء الفرع النقابي يلحون على ضرورة تجريد هذه الهيئة من صلاحياتها، وإسناد مهمة تنظيم العملية الانتخابية للجنة وطنية توفدها المركزية النقابية لتجنب أي صراعات بين عناصر الكتلتين المتنازعتين على زعامة نقابة مركب الحجار. وحسب بيان النقابة، فإن عودة منادي إلى الاتحاد المحلي للعمال الجزائريين بسيدي عمار كان بمثابة مؤشر على التخطيط لعودة المحسوبين على صفه إلى نقابة مؤسسة أرسلور ميتال، قبل أن تتضح الرؤية أكثر بعد إقدام هذه الهيئة على تجاهل العديد من الإجراءات القانونية بحسب ما جاء في البيان المتعلقة بتنظيم الانتخابات، لأن الاتحاد المحلي بسيدي عمار كان قد بادر إلى استدعاء العمال لجمعيات عامة على مستوى مختلف الورشات والوحدات الإنتاجية لانتخاب ممثليهم في المجلس النقابي، رغم أن مجلس النقابة هوالهيئة المخول لها قانونا حق استدعاء العمال لجمعيات انتخابية، على أن يكون ذلك بالتنسيق مع الاتحاد المحلي. إلى ذلك تحفظ الفرع النقابي على تركيبة اللجنة المكلفة بدراسة الترشيحات، لأن هذه اللجنة لم تضم أي ممثل عن الأعضاء المنتخبين في المجلس النقابي، رغم أن المادة 77 من القانون الأساسي للاتحاد العام للعمال الجزائريين تضبط تركيبة هذه اللجنة في عضوممثل للاتحاد المحلي، وعضوين من المنتخبين عن ممثلي العمال، واللجنة التي تم تشكيلها للإشراف على انتخابات تجديد نقابة أرسيلور ميتال تضم 3 أعضاء كلهم من الاتحاد المحلي بسيدي عمار، الأمر الذي دفع بالفرع النقابي إلى المطالبة بضرورة إلغاء جميع الخطوات التي كان الاتحاد المحلي قد بادر إلى القيام بها، واعتبار ذلك بمثابة تمهيد لعودة جناح عيسى منادي إلى نقابة مركب الحجار، لأن اللجنة المعنية حددت تواريخ انتخاب ممثلي عمال مختلف الورشات والوحدات الإنتاجية من أجل ضبط قائمة 28 عضوا في المجلس النقابي، على أن يتم بعدها تحديد موعد انعقاد الجمعية الانتخابية للأمانة العامة لنقابة المؤسسة. بالموازاة مع ذلك، أقدم الفرع النقابي المنتهية عهدته على تشكيل لجنة تتكون من 16 عضوا أسندت لها مهمة دراسة ملفات الترشح، واتخاذ كافة التدابير المتعلقة بعملية تجديد الفروع النقابية، كجناح معارض للجنة التي شكلها الاتحاد المحلي، مع مطالبة المركزية النقابية بالتدخل العاجل للحسم في الإشكال القائم بين الجناحين في تنظيم الانتخابات الخاصة بعملية التجديد.