^ خبراء يؤكدون أن مقتل قادة القاعدة لا يعني انتهاء نشاطها محمد سيدمو يتلقى تنظيم القاعدة في بلاد المغرب الإسلامي في هذه الأيام، ضربات قاصمة بسقوط قادته الميدانيين الواحد تلو الآخر، فلم يكد يظهر خبر مقتل عبد الحميد أبو زيد قائد كتيبة الملثمين وأحد أشرس المقاتلين في التنظيم، حتى تناقلت وسائل الإعلام خبرا آخر عن مصرع أمير كتيبة الموقعين بالدماء ومنفذ هجوم تيغنتورين مختار بلمختار، الذي رغم خلافاته الأخيرة مع التنظيم إلا أنه لا يزال مرتبطا به في الأفكار والأجندات. ومن بين أبرز العناصر التي تم تصفيتها من قادة القاعدة، يوجد نبيل المخلوفي، المدعو أبو علقمة، الذي كان عضوا بارزا في تنظيم الجماعة السلفية للدعوة والقتال سابقا، وادعت القاعدة أنه تعرض لحادث سير في غاو أكتوبر الماضي، غير أن معلومات أخرى تفيد بتعرضه لعملية تصفية داخلية. كما شهدت بدايات هذه السنة، تصفية طاهر بن شنب، اليد اليمنى لمختار بلمختار، إثر تدخل الجيش في عملية تيغنتورين. إلى جانب ذلك وقع قادة كبار من القاعدة في الأسر على رأسهم الأمير أبو إسحاق السوفي الذي يعتبر من أخطر القادة في التنظيم ويرأس الهيئة الشرعية له، إضافة إلى اطلاعه الكبير على أسرار التنظيم وخباياه. وكانت سنة 2012 وبالا على الرؤوس الكبيرة في تنظيم القاعدة في المغرب الإسلامي، بفعل الضربات القوية التي تلقاها من الجيش ومصالح الأمن الجزائرية، بعد أن قتلت وأسرت العديد من قياداته المتمركزة في الشمال، حيث مقر القيادة العامة للتنظيم بجبال تيزي وزو. وبينت تقارير مصالح الأمن الجزائرية أنها تمكنت من تصفية أكثر من 200 إرهابي خلال هذه السنة، على المستوى الوطني من بينهم أمراء وقياديون بارزون فضلا عن وضع حد لأكثر من 120 عنصرا ينشطون في شبكات الدعم والإسناد. وتشير معظم التحاليل إلى أن الضربات الأخيرة التي تلقاها التنظيم في أقوى فروعه المتمثلة في إمارة الصحراء، تشكل منعرجا حاسما في مسار التنظيم ومستقبله نشاطاته في المنطقة، وقد تؤدي هذه الضربات إلى إضعاف هذا الفرع الذي يعتبر العصب المالي للتنظيم بفعل الأموال التي يجنيها من نشاط اختطاف الأجانب في الصحراء الكبرى. ويواجه التنظيم معضلة لا تقل خطورة عن تصفية قادته، تتعلق بالانقسامات التي يتعرض لها، بسبب طموح الزعامة الذي يراود الكثير من قادته، وأدى بهم للخروج من التنظيم وتأسيس تنظيمات أخرى موازية، وهو ما حدث مع بعض العناصر الموريتانية التي لم تتجرع استفراد عبد الحميد أبو زيد باتخاذ القرار، فأعلنت انشقاقها عن التنظيم وأنشات حركة التوحيد والجهاد في غرب إفريقيا وجعلت من شمال مالي مركزا لنشاطها. كما نشب صراع داخلي حاد داخل إمارة الصحراء بين عبد الحميد أبو زيد، أمير كتيبة "طارق بن زياد" والمعروفة ب«كتيبة الصحراء" ومختار بلمختار، الأمر الذي دفع هذا الأخير إلى إعلان انشقاقه، وإنشاء "كتيبة الموقعون بالدماء"، التي اشتهرت بتنفيذ الهجوم على منشأة الغاز بتيغنتورين بعين أمناس، الذي خلف 37 قتيلا في صفوف الرهائن الأجانب. ولا يستبعد وفق تحليلات متابعين لنشاط التنظيم، أن هذه الاغتيالات التي تتم في صفوف القاعدة، لا يستبعد أن تكون وراءها خيانات داخلية في التنظيم بغرض تصفيات حسابات قديمة بينهم، من خلال تزويد أجهزة المخابرات الأجنبية بمعلومات عن إحداثيات تواجد العناصر التي تم تصفيتها. ومن بين الاتهامات التي ألصقها عبد الحميد أبو زيد بمختار بلمختار إثر الخلاف الشهير بينهما، تهمة التعامل مع مخابرات غربية، حيث أعلن أبو زايد، عن رفض تعامله عسكريا مع بلمختار بسبب خلافات نشبت حول التهريب واختطاف الأجانب بمنطقة الصحراء واختفاء أموال الفدية. فهل يمكن القول أننا في بداية العد التنازلي لتنظيم القاعدة يف بلاد المغرب الإسلامي؟ يرفض عدد من المختصين في التنظيمات المسلحة ذلك، ويؤكدون، وفق ما ذكرته مجلة لوبوان، أن فقدان القاعدة لكبار قادتها لا يعني انتهاء وجودها، وأكبر دليل على ذلك مقتل زعيمها التاريخي أسامة بن لادن الذي تجاوزه التنظيم رغم أثره البالغ عليه.