وجه المشاركون في الندوة الفكرية حول “المرأة في خمسين سنة من الاستقلال” التي نظمت مساء أول أمس في إطار فعاليات المهرجان الوطني للمسرح النسائي، نداء إلى كل نساء المسرح بكتابة سيرهن الذاتية لحفظ ذاكرة المسرح النسائي بالجزائر وتلقينه للأجيال. وأوضح المتدخلون خلال هذا اللقاء الذي نظم بالمسرح الجهوي “عز الدين مجوبي”، أن كل تاريخ المسرح الجزائري والمسرح النسائي بوجه خاص تحفظه السير الذاتية للفنانات وكل من عايشن عن قرب أو بعد خشبة المسرح، فيما تم التأكيد على أن السير الذاتية لنساء المسرح تعد بمثابة بنك للمعلومات من شأنه الإسهام في إثراء الأعمال “الأكاديمية” التي تهدف إلى كتابة ودراسة تاريخ المسرح النسائي بالجزائر وإسهاماته الفنية والنضالية. وفي مداخلة بعنوان “المرأة في خمسين سنة من المسرح”؛ تناولت الدكتورة جميلة مصطفى الزقاي من جامعة وهران خلال هذه الندوة، دراسة تاريخية سلطت فيها الضوء على أهم الأسماء التي ساهمت من مواقع مختلفة في إثراء التجربة المسرحية النسائية بالجزائر. وركزت المحاضرة على الدور الذي لعبته المرأة في المسرح النضالي خلال الثورة التحريرية لتذكر بإسهامات مدرسة “جمعية العلماء المسلمين الجزائريين” في استقطاب الفتيات الجزائريات وتشجيعهن على المساهمة في التوعية والتحريض على مقاومة الاستعمار. كما ركزت هذه “الأكاديمية” على الدور الطلائعي الذي لعبه رواد المسرح الجزائري على غرار محيي الدين بشطارزي ومصطفى كاتب في تشجيع المرأة على اقتحام خشبة المسرح وإسهامات الأحزاب السياسية مثل “حزب الشعب الجزائري” و”الحركة من أجل انتصار الحريات الديمقراطية”؛ في تشجيع المرأة على النضال عبر الأوساط الثقافية المتعددة من بينها المسرح. من ناحية أخرى، تتواصل فعاليات المهرجان الثقافي الوطني للمسرح النسائي بعنابة بعرض تسعة أعمال مسرحية نسائية تتنافس على الفوز بجائزة أحسن إنتاج مسرحي نسائي للطبعة الثانية لهذا المهرجان. وعلى هامش العروض المسرحية، تنشط ضمن فعاليات هذه الدورة التي تنظم من طرف المسرح الجهوي “عز الدين مجوبي” أشغال ورشات في فنون الحكي وتقنيات المسرح. وتتميز الدورة الثانية من المهرجان الثقافي الوطني للمسرح النسائي التي يقترن تنظيمها هذه السنة باحتفالات الذكرى الخمسين لاسترجاع الاستقلال بتكريم روح الفنانة المجاهدة وفية بلعربي.