ألقت حادثة الاعتداء الإرهابي على منشأة الغاز بتڤنتورين، منتصف جانفي الماضي، بظلالها على استراتيجية القيادة العسكرية الأمريكية في القارة الإفريقية، حيث بات التحدي الأكبر ل«أفريكوم"، في المرحلة القادمة، يكمن في منع قيام الجماعات الإسلامية المسلحة في غرب إفريقيا بعمليات مشتركة بشكل يهدد المصالح الأمريكية في المنطقة. قال كارتر هام، القائد الأعلى للقوات الأمريكية في إفريقيا، إن الولاياتالمتحدة تلمس رغبة متزايدة لدى العديد من الدول الإفريقية في معالجة التهديدات المشتركة التي تتعرض لها، واعتبر ذلك مشجعا، مبرزا أن “مقاربتنا ترتكز على الاستجابة للتهديدات الإرهابية على المدى القصير لحماية أمننا القومي، مع مراعاة إقامة شراكات وتعاون إقليمي، لتحقيق أهداف الولاياتالمتحدة على المدى الطويل في القارة الإفريقية". وعبَر هام، في حديث مع لجنة أنظمة القوات المسلحة، بمجلس الشيوخ الأمريكي، عن قلقه الشديد من الجماعات الإرهابية التي تنشط في منطقة غرب إفريقيا، والتي أصبحت تقوم بعمليات مشتركة. وأوضح هام أن فقدان أربعة أمريكيين في ليبيا في حادثة الاعتداء الإرهابي على السفارة الأمريكية في بنغازي، ثم مقتل ثلاثة أمريكيين في هجوم تيڤنتورين في الجزائر، يوحي بوضوح تصاعد التهديدات الإرهابية التي تشكلها هذه الجماعات على المصالح الأمريكية في المنطقة. وأوضح هام أن كل تنظيم إرهابي يعمل بمفرده يشكل تهديدا على المنطقة، لكن اجتماع التنظيمات الإرهابية وتعاونها يشكل خطرا أكبر، مضيفا “أنا مقتنع أنه إذا لم تتم العملية العسكرية في مالي، فإن هذه التنظيمات كانت ستجتمع في تنظيم واحد يمثل تهديدا وشيكا للمصالح الأمريكية". ومعروف أن أربعة تنظيمات إرهابية رئيسية تنشط في منطقة غرب إفريقيا، هي القاعدة في بلاد المغرب الإسلامي، والتوحيد والجهاد في غرب إفريقيا، وجماعة أنصار الدين المالية، إلى جانب جماعة بوكو حرام النيجيرية. وتابع هام الذي سيترك مهامه لصالح الجنرال رودريغز، الشهر القادم، يقول “إن وقف انتشار هذه الجماعات يمثل أولوية مطلقة لقيادة أفريكوم، في نفس الوقت نحن مكلفون بالتركيز على الوقاية من خلال استراتيجية نشطة للغاية". ملمحا إلى أن الولاياتالمتحدة لا تريد إلا المساعدة، و«يتعين على الأفارقة أن يتكفلوا بمشاكل إفريقيا". من جانب آخر، اعترف القائد الأعلى للقوات المسلحة الأمريكية في إفريقيا، أمام سيناتورات مجلس الشيوخ، أن القوات الأمريكية في إفريقيا اضطرت إلى تبني قرارات صعبة بسبب نقص الاعتمادات المالية المخصصة إليها، على غرار تخفيض رحلات طائراتها الاستطلاعية، التي تساهم بشكل كبير في جمع المعلومات الاستخباراتية. وحذر هام من أن تخفيض الميزانية سيؤدي إلى تخفيض التزامات الشراكة الأمنية وتقليص هام في التمارين العسكرية المشتركة بين الجيوش المشتركة والحلفاء في إفريقيا. لافتا إلى أن الاقتطاعات والتخفيضات ستعزز من حالة “عدم اليقين" في صفوف عمال أفريكوم العسكريين وغير العسكريين.