أُصيب أمس، أزيد من 14شرطيا بجروح متفاوتة في مشادات بينهم وبين مواطني قرية ''تقربوشت'' ببلدية تابلاط الذين أقدموا منذ يومين على غلق مقر البلدية ومنع الموظفين من الالتحاق بعملهم، احتجاجا على الوضعية المزرية للطريق الرابط بين قريتهم ووسط المدينة، متمسكين بضرورة حضور الوالي شخصيا لطرح انشغالاتهم عليه . هذا وأخذ اعتصام سكان قرية تقربوشت ومجموعة من القرى المجاورة على غرار أهل الذراع الواقعة ببلدية تابلاط شرق ولاية المدية، أمام مقر البلدية في يومه الثاني على التوالي. أبعادا أخرى بعدما تعززت قوات أمن الدائرة بفرق مكافحة الشغب، على إثر تهديد السكان بالعودة للاحتجاج في اليوم الموالي إن لم يحضر الوالي شخصيا. وبعد أن ساد أول أمس ابتداء من الساعة الخامسة هدوء نسبي، عندما قرر حوالي 100محتّج توقيف حركتهم الاحتجاجية مؤقتا بعد حضور ممثل عن الوالي الذي رفضوا الاستماع إليه ملّحين على ضرورة مقابلة الوالي شخصيا، لتعاود الاحتجاجات تجددها صباح أمس، ففي حدود الساعة التاسعة صباحا توجه حوالي 800شخص إلى مقر البلدية وشرعوا في رشقها بالحجارة وتكسير النوافذ، مما استدعى تدخل أفراد الشرطة الذي أدى إلى وقوع مناوشات بينهم وبين المعتصمين أسفرت عن إصابة أكثر من 41 شرطيا بجروح مختلفة. وحسبما ذكرت مصادر ''البلاد''، فقد تم اعتقال شخصين أفرج عنهما بعد ساعتين فقط، وذلك تفاديا لحدوث أية انزلاقات خطيرة. من جهتها تلقت مصالح الأمن تعليمات بعدم التدخل أو توقيف المحتجين. في حين تمسك السكان بمطلب حضور الوالي إلى عين المكان رافضين التحرك من أماكنهم، وبقيت مصالح الأمن تترقب ردّ فعل السلطات المحلية على رأسها الوالي الذي أبى الاستجابة لمطلبهم، رغم تحول الخروج السلمي للسكان للمطالبة بحضوره لطرح انشغالاتهم إلى أعمال عنف وشغب. وحسب مصادر عليمة، فلا تزال الأوضاع قائمة في انتظار قدوم الوالي ومقابلة سكان هذه القرية النائية التي يقطنها 1000نسمة، ورفع مجموعة من المطالب والانشغالات التي ''تم إهمالها من طرف السلطات المحلية'' على حد تأكيد العديد من المعتصمين في حديثهم مع ''البلاد''، أبرزها تعبيد الطريق الرابط بين قريتهم والقرى الأخرى انطلاقا من أهل الذراع والكاف لحمر وصولا إلى قرية النعامين على طول 7 كيلومتر. وحسب السكان، فإن أجزاء كبيرة من أشطر ذلك الطريق لم يتم تعبيدها منذ الحقبة الاستعمارية، مشيرين إلى أنهم ''سئموا الوعود الكاذبة التي يسمعونها كلما يحل موعد الانتخابات''. إلى جانب ذلك توقف 14ناقلا عبر خط أهل الذراع تقربوشت وصولا إلى تابلاط عن العمل بسبب الطريق. كما تتضمن عريضة المطالب التي سترفع إلى الوالي والتي تحصلت ''البلاد'' على نسخة منها، المطالبة بتوفير قاعة للعلاج في المنطقة، حيث يعاني المرضى كثيرا من غياب هذا المرفق الصحي وحالة الطريق ''التي لا تصلح لسير الدواب فما بالك بالسيارات والعباد''. وفي نفس السياق استاء السكان من الوضعية التي آلت إليها المدرسة الوحيدة في المنطقة، حيث بعد انتظار سبع سنوات من الترميمات ''تفاجأ السكان بغياب المطعم ومكتب المدير وكذا إنجاز ثلاثة أقسام فقط، وهو ما لا يستوعب العدد الكبير من التلاميذ الذين يقطعون أزيد من 14كيلومتر ذهابا وإيابا لمزاولة دراستهم في مدرسة أهل الذراع مما تسبب في توقف العديد من التلاميذ عن الدراسة في سن مبكرة''. وبناء على ذلك، طالب المعتصمون بضرورة أخذ مطالبهم على محمل الجد، مؤكدين أنهم لن يتراجعوا عن مطالبهم التي اعتبروها مطالب رئيسية من أجل العيش الكريم. تجدر الإشارة إلى أنه لوحظ الغياب التام للمسؤولين المحليين كرئيس البلدية ورئيس الدائرة، ماعدا حضور أحد أعضاء المجلس الشعبي الولائي وهو الأمر الذي استغربه المتظاهرون.