أخلى يوم الجمعة الماضي أكثر من 200 محتج قدموا من قرى أقصى شرق بلدية تابلاط، 95 كلم شرق عاصمة ولاية المدية. وقد سبق للمحتجين اقتحام مقر البلدية يوم الثلاثاء الماضي وإغلاقه احتجاجا على الأوضاع الاجتماعية التي يعيشها سكان قرى تقاربوست وكاف الحمام وأهل الذراع، في مقدمتها تدهور حالة الطريق البلدي الرابط بين قريتهم والمنطقة الحضرية على مسافة 6 كلم، ناهيك عن واقع النقل المدرسي المنعدم تماما، مما جعل نسبة التسرب المدرسي تشهد ارتفاعا من موسم دراسي لآخر، خاصة في أوساط البنات اللائي يكتفين بالمستوى الابتدائي فقط. إضافة إلى توفر أكثر من 300 عائلة على قاعة واحدة للعلاج وتلقي الإسعافات الأولية. وأصر المحتجون على عدم إخلاء مقر البلدية حتى قدوم الوالي للاستماع إلى انشغالاتهم ومعاينة مناطقهم التي مازالت لم تر ثمرة برامج التنمية المحلية بعد. وتعيش العائلات في هذه البلدية حالة استياء كبيرة في ظل الشعور بالإهانة والاحتقار، وهم يرددون في مواقف هيستيرية ''نريد طعم الاستقلال''. كما رفضوا استقبال الأمين العام للولاية، ما أدى إلى اندلاع مشادات بين قوات مكافحة الشغب والمعتصمين بدار البلدية كادت تزيد الوضع تعقيدا بالمنطقة لولا تدخل السلطات الولائية في محاولة لتوقيف موجة الاحتجاج وتهدئة المحتجين الذين تسببوا في إصابة خمسة من عناصر مكافحة الشغب إثر رشقهم بالحجارة. كما أصيب مواطن من المحتجين بجروح على مستوى الرأس عندما تقدم لافتكاك أبيه من أيدي قوات الأمن، وهذا عكس الرقم الذي أوردته بعض الصحف والمتجاوز 20 فردا من قوات الشرطة. ولفض المشكل تنقل يوم الخميس الفارط وفد من المحتجين إلى الوالي على متن حافلة للنقل السريع، وبعد طرح انشغالاتهم ومناقشتها مع المسؤول التنفيذي على مستوى الولاية، وتلقيهم وعودا ببرمجة مشاريع تنموية لمناطقهم المتاخمة مع ولاية البويرة لفك العزلة والنقل المدرسي وتحسين ظروف العلاج.