ق· حنان إذا كانت الأرقام الأخيرة تشير إلى أن الجنس يقف وراء حوالي 90 بالمائة من حالات الإصابة بالسيدا في الجزائر، فإنه من الضروري جدا الانتباه إلى مختلف القنوات والمحركات التي جعلت ممارسة الجنس بين شبابنا اليوم أمرا سهلا وهينا، وكذا المحرضات والمغريات الكثيرة التي تقف وراء انغماس الشباب في هذه المستنقعات الخطيرة، ولهثهم المستمر خلف نزواتهم وبحثهم الدائم والمتواصل عن طرق إشباعها وإفراغ مكبوتاتهم في هذا الشأن، ولعل من بينها القنوات الفضائية ومواقع الإنترنت الإباحية، التي تجعل الجنس مادتها الأساسية والأولى· في هذا الإطار، وبحسب الأرقام والإحصائيات المستقاة في هذا المجال، فقد وجد أن حوالي 65 بالمائة من الشباب الجزائري مدمنون على مشاهدة المواقع الإباحية، بنسبة لا تقل عن 3 ساعات يوميا، حيث يطبق 90 بالمائة من المقبلين على هذه المواقع ما يشاهدونه من صور إباحية، بينما يكتفي 10 بالمائة في التفكير فيما شاهدوه، هذا دون الحديث عن الفضائيات العربية والغربية المختصة في هذا المجال كذلك، لتكون المحصلة بالنهائية، شبابا ومراهقين تفشت في أوساطهم بصورة خطرة، الكثير من مظاهر الإباحية والخلاعة والشذوذ والانحراف، في المدارس والثانويات والجامعات، وفي الأماكن العمومية، وبعض الفنادق، والشقق، وغيرها، مادام أن المحرك لغرائز هؤلاء الشباب ومكبوتاتهم الجنسية، أضحى متوفرا أمامهم 24 / 24 ساعة، و7 أيام على 7، في كل مكان يكونون فيه، ولا يتطلب إلا ضغطة زر واحدة فقط لا أكثر، خاصة مع التأخر الواضح في تطبيق القرارات الخاصة بحجب المواقع الإباحية من على شبكة الانترنت، التي تعد القبلة الأولى لعدد كبير من الشباب، دون وجود سبب واضح لهذا التأخر في تجسيد القرار الذي كانت الوزارة المعنية قد قررت اللجوء إليه في فترة سابقة، فيما يقتصر الإجراء حاليا على وجود خدمة مجانية لحجب تلك المواقع موضوعة من طرف مؤسسة اتصالات الجزائر تحت تصرف الأولياء وملاك مقاهي الإنترنت لتمكينهم من حجب تلك المواقع محليا· وبغض النظر عما تخلفه مشاهدة المواقع الإباحية والفضائيات السابحة في نفس التيار، من أمراض نفسية واجتماعية خطيرة على مدمنيها ومتتبعيها، من الشباب وهو الأمر الذي لا يخفى على أي كان، فإن مرض العصر أو السيدا، يبقى أحد أكثر الآثار سلبية وخطورة المترتبة عن انتشار مثل هذه القنوات والمواقع الإباحية، المشجعة على الفسق والرذيلة وفساد الأخلاق، وممارسة الخطيئة، بتحريض المشاعر والغرائز ومكامن الشهوات لدى الشباب والمراهقين بشكل خاص، وتدفع كثيرين إلى محاولة مجاراة ما يشاهدونه في تلك المواقع وتقليده، بعيدا عن القنوات الشرعية والجائزة لذلك، الأمر الذي ينتهي بأصحابه إلى مخاطر الإصابة سواء بالإيدز أو بغيره من الأمراض الجنسية التي لا تقل خطورة عنه، خصوصا إذا لم تكن هنالك أساليب وقائية ناجعة، الأمر الذي يتطلب بالإسراع في اتخاذ الإجراءات والتدابير اللازمة لحجب هذه المواقع عن أبنانا وشبابنا لحمايتهم، وتجنيبهم الإصابة بأمراض تكلفهم الكثير وتكلف الدولة الكثير أيضا، على اعتبار أن تكاليف علاج شخص واحد مصاب بداء فقد المناعة المكتسبة أو السيدا، يقدر بحوالي 100 مليون سنتيم·