* مسؤول جزائري رفيع: باريس متأكدة من أنّ استقلال الصحراء الغربية نهاية لعرش "محمد السادس" عكس ما توقعت الكثير من الجهات بعد زيارة الرئيس الفرنسي فرونسوا هولاند للجزائر، هذا الأخير الذي كسر تقليدًا فرنسيًا يقوم على أن يكون المغرب أول محطة لأي رئيس فرنسي بعد تنصيبه، التقليد الذي حافظ عليه فاليري جيسكار ديستان، وجاك شيراك، ونيكولا ساركوزي، وحتى الرئيس الاشتراكي الأسبق فرانسوا ميتران، فقد بيّن هولاند أنّ العلاقة التي تربط باريس بالرباط أكثر من علاقة دولة بدولة، وأنّ سياسات قصر الإليزيه لا تتبدل ولا تتغير بتغير ساكنيه. وعلقت بعض الصحف الفرنسية على زيارة هولاند للمغرب مؤكدة أنّ الزيارة "روتينية'' و لا تتعدى أن تكون عادة دبلوماسية لكل رئيس فرنسي، تندرج تحت ما يمسى "زيارة تعارف"، باعتبار أنّ فرونسوا هولاند وافد جديد على قصر الإليزيه، لأنّ العلاقات التي تجمع باريس والرباط أكبر من أن تختصر في "زيارة رسمية"، في حين، فسرها البعض الآخر على أنّها محاولة ل "التكفير" عن خطيئة تقديم الجزائر في "الزيارة" على المغرب، ومخالفة التقليد القديم، خاصة أنّ هولاند عمد قبل زيارته إلى إرسال الوزير الفرنسي الأول جان مارك أيرلوت إلى المغرب. وأثبتت زيارة هولاند للرباط، أنّ الدولة الفرنسية تنتهج السياسة الخارجية نفسها في كل ما يتعلق ب "مستعمراتها القديمة"، وأنّ الاشتراكي هولاند، لا يختلف عن سلفه اليميني نيكولا ساركوزي، في مثل هذه المسائل التي تتحكم فيها "المصالح"، المصالح قبل كل شيء، وقبل المبادئ وحقوق الإنسان وما إلى ذلك من الإسطوانات التي تلوكها ألسنة "الفرنسيين" داخل بلادهم، ويتنكرون لها خارجها، بحيث يتغير الخطاب الفرنسي بتغير الأرض التي تطأها أقدام "الرئيس الفرنسي". فملف الصحراء الغربية، كانت محل اهتمام الرئيس الفرنسي، ولكن اهتمام مغلف ب "مصالح" على حساب مسألة حقوق الإنسان التي نبهته إليها منظمة "هيومن رايتس ووتش" في رسالة، فهولاند الذي تحاشى الحديث عن القضية الصحراوية لدى حلوله بالجزائر، تبنى الطرح المغربي ودعم مشروع الحكم الذاتي للصحراء، دون الحديث عن المعتقلين السياسيين، أو معاناة الشعب الصحراوي. وبالنسبة للرئيس الفرنسي، فقضية الصحراء الغربية مشكل كبير أمام تقدم وحدة المغرب العربي، وتفعيل آليات الاتحاد المغاربي، الذي دعا إلى إعادة إطلاقه وتحقيق اندماج إقليمي. وتعليقا على زيارة هولاند للمغرب وتصريحاته عن الصحراء الغربية، أكّد مسؤول جزائري رفيع، أنّ فرنسا باعتبارها مسؤولة بمجلس الأمن الدولي، دائما ما تمنع جميع الإجراءات التي من شأنها إيجاد حل لمسألة الصحراء الغربية بمجرد تعارضها مع الموقف المغربي، وأنّ الموقف الفرنسي الذي يتفق عليه اليمين واليسار متأكد من أنّ العرش الملكي المغربي لن يستمر طويلا في حالة ما إذا فقد الصحراء الغربية. ويتفق المسؤول الذي رفض الكشف عن اسمه، مع ما قاله هولاند إنّ بناء الاتحاد المغاربي اختيار استراتيجي يعود بالنفع على جميع شعوب المنطقة، ولكن ذلك لا يعني يضيف المتحدث أن تقبل الجزائر ببناء اتحاد المغرب العربي على حساب مصالحها. ويشير المسؤول في تصريح لموقع "كل شيء عن الجزائر" أنّ أحد أطراف المعادلة المغاربية، يلعب دور المطالب بالاتحاد المغاربي، وفي نفس الوقت يبني جدارا من ‘الألاعيب" يحول دون ذلك، ما يؤدي لنتيجة مضمونة وهو منع تفعيل وبناء مغرب عربي موحد. ن.ع