حذر دبلوماسيون أمس، من تزايد عنف الجماعات المتطرفة في ليبيا ضد الأهداف الغربية، بعد خروجها من مالي في أعقاب التدخل الغربي. وقالت صحيفة “الغارديان” إن الهجوم الذي استهدف السفارة الفرنسية في طرابلس الأسبوع الماضي ودمّر قسما كبيرا منها يُعتبر انتقاماً من جانب “المتشددين” الليبيين على قرار باريس تمديد مهمتها العسكرية ضد زملائهم المجاهدين في مالي. وكشفت أن جماعات متطرفة أُبعدت من معقلها ببلدة تمبكتو في مالي توجهت شمالاً وقطعت الصحراء عبر الجزائر والنيجر إلى ليبيا، وساهمت بتأجيج التمرد المتزايد فيها. وأضافت أن المتطرفين، وفقاً للدبلوماسيين، عبروا الصحراء للانضمام إلى “الكوادر” في مدينتي بنغازي ودرنة الواقعتين على الساحل الشرق لليبيا، حيث تعرضت مراكز الشرطة لعمليات تفجير في الأيام القليلة الماضية، في إطار التمرد الذي يهدد بتقويض الديمقراطية الجديدة الهشة في البلاد. وأشارت الصحيفة إلى أن الرئيس التشادي، إدريس ديبي، أعلن بنهاية الأسبوع الماضي أن مدينة بنغازي الليبية أصبحت الآن موطناً لمعسكرات تدريب المتمردين التشاديين. ونسبت إلى دبلوماسي غربي في طرابلس قوله “نحن نعلم بوجود روابط راسخة بين الجماعات المسلحة في كل من مالي وليبيا، وهناك قلق في أوساط الطبقة السياسية هنا بأن تهب عليهم مرة أخرى”. كما نقلت “الغارديان” عن قائد القوات المالية في بلدة تمبكتو، العقيد كيبا سنغاري، أن الجماعات المسلحة “تفرّ إلى ليبيا، واعتقلنا ليبيين في هذه المنطقة وكذلك جزائريين ونيجيريين وفرنسيين وأوروبيين آخرين من حملة الجنسيات المزدوجة”. وقالت إن ليبيا خصصت موارد كبيرة لمنع تدفق المتطرفين والأسلحة عبر حدودها الجنوبية، واعتبرت منطقتها الصحراوية بأكملها منطقة إطلاق حر للنيران من قبل الطائرات الحربية التي تقوم بدوريات في سمائها، وانتهت للتو من حفر خندق يصل طوله إلى نحو 174 كيلومتراً عبر الصحراء لمنع المهربين من العبور إلى حدودها. وأضافت الصحيفة أن الخبراء يرون أن الحكومة الليبية تواجه مهمة شاقة في مكافحة الجماعات المسلحة. من ناحية أخرى، جدد، رئيس الحكومة الليبية المؤقتة، علي زيدان التزام بلاده بعدم التدخل في شؤون الدول الأخرى، معتبرا أن سياسة التدخل في شؤون الآخرين انتهت مع انهيار النظام السابق. وقال زيدان في مؤتمر صحافي عقده بطرابلس حول اتهامات الرئيس التشادي لليبيا بتدريب وإيواء معارضين لزعزعة الاستقرار في بلاده، “لقد تم استدعاء القائم بالأعمال التشادي، وأكدنا له أن ليبيا لم ولن تخطط للاعتداء على بلاده، كما اتصلنا بالرئيس إدريس ديبي وأكدنا له هذا الأمر”، مضيفا أن ليبيا لم تعد دولة تصدر القلاقل للدول الأخرى، وستواجه بكل قوة أي مجموعة خارجة عن القانون، تمارس من داخل ليبيا أي أعمال عدائية ضد دولة مجاورة بهدف زعزعة استقرارها.