أدانت أمس، محكمة الجنايات لدى مجلس قضاء عنابة، المتهم "ب. ج" في العقد الرابع من العمر المتابع بتهمة القتل العمدي مع سبق الإصرار والترصد، في حق مغتربة مقيمة بفرنسا قدمت للاستقرار نهائيا في مدينة عنابة ففارقت الحياة ببشاعة في إحدى الشقق التي تفاوضت لشرائها. وقائع القضية تعود إلى شهر أوت من سنة 2006، عندما تلقت مصالح الأمن بلاغا مفاده وجود جثة في حالة متقدمة من التعفن داخل شقة بحي جبانة اليهود، وبعد الحصول على إذن من قبل وكيل الجمهورية لدى محكمة عنابة، تم اقتحامالشقة ليتم العثور على جثة امرأة مغتربة تدعى "م. ن" داخل حمّام البيت، لتباشر مصالح الأمن تحقيقات معمقة بغرض الوصول إلى الجاني، وإثر سلسلة من التحريات الأمنية تم التوصل إلى الخيط الذي أدى إلى توقيف المتهم الذي كان يمكث رفقة زوجته مع الضحية في الشقة ذاتها، وعند القبض عليه اعترف أمام رجال الضبطية القضائية وقاضي التحقيق بأن الضحية عندما طالبته بإخلاء المسكن جن جنونه، ودعاها إلى لقاء في هذا المسكن لتسوية الأمر، قبل أن يندلع شجار عنيف بين الطرفين انتهى بوقوع الضحية في الحمّام من فرط الغضب، إلا أن تقرير الطبيب الشرعي أكد وجود حروق غائرة في جسد الضحية، قبل وفاتها وتحطم جمجمتها بالكامل، ليقوم الجاني بحملها ووضعها على فراش واضعا فوقها عددا من الأفرشة الصوفية، ومكث معها ثلاثة أيام يفكر في كيفيةالتخلص من الجثة، ليهتدي في الأخير إلى إشعال عدد من الشموع في كل غرفة ووضع دلو ملئ بالبنزين عند رأسها ثم إشعال صنبور الغاز الطبيعي، على أمل امتداد شعلة الشموع إلى كافة أرجاء الشقة، وحرق جميع محتوياتها عن آخرها، لكن رائحة الغاز المنبعثة من المطبخ أثارت انتباه الجيران الذين سارعوا إلى الإتصال بوحدات الأمن، التي كان تدخّل فرقها بمعية فرق سونلغاز وكذا الحماية المدنية المتابع كافيا لكشف مخطط التنكيل بالجثة، إذ قامت الفرق المختصة باقتحام المسكن، وذلك بكسر الباب الخارجي، ليتم اكتشاف الجثة مرمية وسط غرفة النوم، بين مجموعة من الأفرشة والأغطية الصوفية، وأمامها دلو بنزين بسعة 5 لترات، وكمية من الشموع، وعلى ضوء ذلك تم تحويل الجثة إلى مستشفى ابن رشد الجامعي، حيث كشف تقرير الطبيب الشرعي عقب عملية التشريح أن الضحية تعرضت لعملية حرق قبل الوفاة. أثناء التحقيق جر المتهم الرئيس صهره معه، وأكد أمام الضبطية القضائية بأنه نفذ الجريمة بشراكة من قريبه، الذي ظل متابعا في القضية إلى غاية المثول أمام محكمة الجنايات لدى مجلس قضاء عنابة، إذ غيّر المتهم من موقفه، واعترف أمام هيئة المحكمة بأنه كان قد جر معه صهره كمتهم في القضية من أجل الانتقام منه فقط، بسبب مشاكل عائلية كانت قد وقعت بينهما، مقابل اعترافه بكل الأفعال المنسوبة إليه، وكذا بالمخطط الذي كان قد رسمه للتخلص من الجثة، بعدما قضى معها ثلاثة أيام في نفس الشقة، لتلتمس بعدها النيابة العامة عقوبة الإعدام في حقه، وهي الإلتماسات التي أيدتها المحكمة بعد المداولات القانونية.