وضع أمس حدّا للسيناريو المفبرك من قبل 3 متهمين ظلوا يمسحون الموس ببعضهم البعض حول الجريمة النكراء المصحوبة للتشويه والتنكيل بجثة المدعو "عبدو" الموظف بمصلحة جوازات السفر بولاية وهران والمعروف بنشاطه النقافات في الأعراس. هذه القضية التي دام التحقيق فيها مدة سنتين تقريبا، أين أدانت أمس محكمة الجنايات لدى مجلس قضاء وهران الطالب الجامعي المدعو (ك.علي) 29 سنة بعقوبة الإعدام لمتابعته قضائيا في جناية القتل العمدي وتشويه جثة مع السرقة الموصوفة، إذ كانت التماسات النيابة العامة الإعدام. يؤخذ بملف القضية أنه بتاريخ 17 ماي 2008 تلقت مصالح الشرطة القضائية إرسالية من قبل مصالح الأمن الولائي بوهران مفادها أنه ثمة جريمة قتل جرت بإحدى الشقق المتواجدة بحي "ليسكير" أين اختفت الجثة ولم يعثر سوى على بقع الدم داخل غرفة وسقق غرفة نوم الضحية (ب.ع) 45 سنة موظف بمصلحة جوازات السفر بولاية وهران والمعروف باحترافه النقافات في الأعراس. وعند فتح تحقيق أمني من قبل مصالح الأمن وذلك بناء على الشكوى التي أودعها شقيق الضحية الذي تنصب كطرف مدني في القضية كونه لم يتبين شقيقه الضحية المعروف باسم "عبدو" طيلة 48 ساعة وعدنما انتقل إلى مسرح الجريمة لم يرد عليه شقيقه "عبدو" عند طرق الباب، فراودته الشكوك خاصة عندما اتصل به ووجد هاتفه الخلوي خارج مجال التغطية، فلم يجد أمامه حلا سوى اقتحام المنزل مبعثرة لذا أسفر التحقيق الأمني عن الإطاحة ب 3 أشخاص مشتبه فيهم بارتكاب الجريمة النكراء والتشويه وكذا التنكيل بجثة الضحية "عبدو"، يتعلق الأمر بالمدعوين "يحي" و"أمين" اللذان سبق لهما وأن أدينا بعقوبة الإعدام و20 سنة، في حين اعترض المتهم القاتل أمس وهو طالب جامعي بجامعة العلوم التكنولوجية يدعى "ك.ع" 29 سنة للطعن بالنقد في قرار الإحالة، وعليه فتاريخ الواقعة وحسب ما أقضى إليه التحقيق وتصريحات المتهمين المتناقصة فقد طلب الضحية "عبدو" من المتهم "ك.ع" 29 سنة والمدعو "يحي" القدوم نحو شقته للعشاء معه أين كانت تشير عقارب الساعة إلى 23 مساء، وعند وصولهما إلى شقة الضحية "عبدو" جلسوا وبدأوا يتبادلون أطراف الحديث حتى انفرد الضحية "عبدو" بالمدعو "يحي" ودار جدل بينهما، ثم طلب الضحية "عبدو" من المتهم "علي" مرافقته نحو غرفة نومه، إذ أغلق باب الغرفة وعرض عايه ممارسة اللواط معه فامتنع "علي" عن ذلك حسب تصريحاته، فراح يضع الضحية "عبدو" يده على فخذه فثار غضب "علي" وغادر الغرفة متجها نحو الصالون لمشاهدة التلفزة، حتى غاب صديقه "يحي" عن أنظاره، وفجأة سمع صرخة منبعثة من غرفة النوم، فذهب مسرعا نحوها حتى رأى صديقه "يحي" ماسكا خنجرا ذو حجم كبير بيده والدماء تنزف من جسد الضحية "عبدو" على مستوى الصدر، القلب ومنطقة الحضر، لكن التحقيق حمل في طياته أن الضحية "عبدو" تعرض للذبح بمعية شخص آخر، الأمر الذي تسبب في بقعة دم على مستوى سقف الغرفة وتم الوصول إلى أن منفذ الجريمة كان "يحي" بمساعدة "علي"، وليت الأمر اقتصر على الذبح وحسب، بل وصل إلى التنكيل والتشويه الذي تعرض له الضحية "عبدو"، إذ قام المتهم "علي" بحمل الجثة داخل كيس بلاستيكي واضعين إياه في الصندوق الخلفي لسيارة من نوع كليو كان يقودها المتهم الآخر المدعو "أمين"، إذ قاموا باقتناء أقنعة وقفازات بلاستيكية من صيدلية وذلك من أجل حرق الجثة على آخرها حسب الخطة التي وضعها المتهم "علي" لتمويه مصالح الأمن، ففي اليوم الموالي اتجه المتهمون ال 3 عند الثانية صباحا وقاموا بإخراج مجموعة من الأجهزة الكهرومنزلية المسروقة إلى جانب الجثة واتجهوا بها نحو منطقة "الباسورة" المتواجدة بالبرية والرابطة بينها وبين تليلات، وهي منطقة مخصصة لحرق أكوام النفايات، وعند بلوغهم المنطقة وجدوا النار مشتعلة بينما كانت أكوام النفايات تحترق فقاموا بوضع جثة الضحية "عبدو" فوق أكوام النفايات مفرغين عليها دلوا يحتوي على 5 لترات من البنزين، ثم عادوا أدراجهم وبمقربة من أحذ المساجد راودتهم الشكوك حول حرق الجثة كليا فطلبوا من شيخ أصم وأخرص كان خارجا من المسجد عقب صلاة الفجر تزويدهم بالبنزين فلبى طلبهم ثم رجعوا إلى منطقة "الباسورة" وقاموا بسكب البنزين على الضحية "عبدو" حتى أتلقت عن آخرها، فيما تم التعرف فيما بعد عن طريق الحمض المنوي للضحية "عبدو" في حين أسفر التحقيق عن السبب الرئيسي على مقتل الضحية "عبدو" الذي كان بسبب السرقة كونه كان غنيا وخير دليل على ذلك هو الأجهزة الكهرومنزلية التي تمت سرقتها شقته، ناهيك عن عملية الذبح التي أكدها الطبيب الشرعي والتي لا يمكنها أن تتم إلا بتعاون "علي" مع "يحي" حسب بقعة الدم التي وجدت أعلى السقف، أما مثول المتهم "علي" أمس فقام بنسج سيناريو آخر مفبركا مصلقا التهمة بصديقه "يحي" الذي تم استدعاؤه كشاهد في القضية.