استنكر بشدة ممثلون الأحزاب السياسية بالجزائر ما حدث في مصر للاعبي المنتخب الوطني الجزائري من اعتداءات تعرضوا لها في طريقهم إلى الفندق من مطار القاهرة الدولي وأدانوا بأقسى ما يمكن من عبارات الشجب، السلبية التواطئية للسلطات المصرية التي تعمدت عن سبق إصرار وترصد التخلي عن حماية اللاعبين الجزائريين وتركهم يواجهون مصيرا همجيا كان محتوما، بعد الشحن والإثارة العدوانية الكبيرة التي سوّق لها أشباه الصحفيين في بعض وسائل الإعلام الثقيل، خاصة في مصر أمام مرأى ومسمع السلطات المصرية التي لم تحرك ساكنا لترشيد وإعادة ذات الأبواق إلى جادة صواب المهنية الإعلامية، في تغطية حدث ليس أكثر من مواجهة رياضية في كرة القدم لا تقبل القسمة مناصفة. أبوجرة سلطاني رئيس حركة مجتمع السلم: ادعاءات المصريين أشبه بتهمة امرأة العزيز لسيدنا يوسف وصف ابوجرة سلطاني الاتهامات الباطلة التي حاول المصريون إلصاقها بلاعبي الفريق الوطني الذين تعرضوا لاعتداء همجي من قبل بعض المتعصبين في القاهرة، بأنها شبيهة بقصة اتهام زوجة العزيز لسيدنا يوسف عليه السلام بأنه اراد بها سوء، رغم أنها وبجميع الدلائل المحسوسة كانت هي المذنبة والمراودة بدليل تمزيقها قميصه من دبر. وعلى خلفية الاعتداء الشنيع الذي تعرض له ممثلو الجزائر في مصر، أعرب رئيس حركة مجتمع السلم الشيخ ابوجرة سلطاني عن شديد أسفه للحادث، واصفا إياه في اتصال مع ''البلاد'' بالمؤلم وحذر سلطاني من تكرار الاعتداء سواء على اللاعبين أو الطاقم الجزائري أو على المناصرين الذين توافدوا إلى ملعب القاهرة او حتى على الجالية الجزائرية المقيمة في مصر. كما طالب السلطات هناك بتحمل مسؤولياتها بتكثيف إجراءات الحماية، مشيرا في السياق ذاته إلى ان مسؤولية السلطات المصرية وخاصة الأمنية منها والرياضية ثابتة باليقين فيما حدث وأنها مطالبة بضرورة تفادي ما حدث اثناء المقابلة وقبلها وبعدها. ولتاكيد سلطاني ثبوت مسؤولية السلطات المصرية الكاملة فيما تعرض له الاعبون الجزائريون من اعتداءات، قال سلطاني بان وقوف أي شخص في الطريق الرابط بين المطار والفندق وهو الذي سبق لسلطاني أن نزل فيه مستحيل، إلا إذا وقع توطؤ، وذلك باعتبار أن المسلك عبارة عن طريق سيار في جسر يربط بين المطار والفندق، في إشارة من زعيم حمس إلى وقوع تواطؤ واضح في الاعتداء الذي تعرض له الجزائريون. جمال بن عبد السلام الأمين العام لحركة الإصلاح الوطني: الأمن المصري عجز عن حماية اللاعبين في حين وفر الأمن لمئات السواح الإسرائيليين أما جمال بن عبدذ السلام، الأمين الفعام لحركة الاصلاح الوطني، فوصف في تصريحة ''للبلاد'' بلغة شديدة التأثر ما تعرض له ممثلو الجزائر في مصر، بأنه اعتداء على الجزائر وعار سيبقى لصيقا بجبين الحكومة المصرية وسلطاتها الأمنية والرياضية ووسائلها الإعلامية، مؤكدا أن كل هذه الجهات تتحمل مسؤولية الجريمة كاملة، ودون أن يعمم تحميل المسؤولة للشعب المصري المغلوب على أمره، أبدى بن عبدالسلام تعجبه لعجز نظام بوليسي بامتياز عن توفير الأمن للوفد الجزائري ولاعبيه. وبعيدا عن التحضير أو الدعوة إلى الاعتداء، تساءل بن عبد السلام لماذا لا يحدث للسواح الأجانب بما في ذلك الصهاينة وجواسيسهم وفساق اسرائيل، ما حدث للفريق الوطني الجزائري من اعتداء، مشيرا إلى أن السلطات المصرية الأمنية التي توفر لهؤلاء الأجانب الأمن والرعاية، لا يعقل أن تعجز على توفير الأمن للجزائريين الذي تركوا يتعرضون لهمجية المعتدين رغم التحذيرات والتنبيهات، إلا إذا أراد المسؤولون المصريون ذلك. كما طالب بن عبد السلام السلطات الجزائرية بضرورة المطالبة بالحق الجزائري كاملا غير منقوص، ردا للاعتبار الجزائري واعتبار ممثلينا الرياضيين. واكد بن عبد السلام على السلطات الجزائرية ضرورة عدم اكتفائها باعتذارات او عبارات التسلية والعزاء ولو كان مصدرها الرئيس المصري حسني مبارك، فضلا عن اعتذارات يقدمها وريثه المرفوض جزائريا جمال مبارك. وانتهى زعيم حركة الإصلاح الوطني إلى دعوة الجزائريين للهدوء وعدم التأسي بمثل السوء المصري، داعيا إلى تركهم في خطيئتهم وحدهم وعدم مشاركتهم في الخطيئة ليتعروا امام العالم. كما دعا بن عبد السلام الجزائريين ليضربوا أحسن الأمثال في الأصالة والتمسك بالأخلاق العربية والاسلامية العالية. رمضان تعزيبت نائب عن حزب العمال: الحرب على غزة انتهت اما رمضان تعزيبت، النائب في البرلمان عن حزب العمال، فشدته عبارة احد الاعبين الجزائريين الذي صرخ متسائلا أنحن في غزة؟ وهو ما اعتبره تعزيبت تشبيها لموقف السلطات المصرية مما حدث مع الغزاويين والشعوب العربية والإسلامية التي أرادت أن تعبر الحدود المصرية المغلقة غلقا محكما للتعبير عن تضامنها مع غزة. وبلغة ما لم يقله تعزيبت فإن اللاعب الجزائري يكون أراد أن يصرخ في وجه الأمن المصري والسلطات المصرية بأنه جزائري، مذكرا إياهم بأن الحرب على غزة والشعوب العربية والإسلامية وبني البشر الذين تضامنوا مع غزة قد انتهت. وواصل تعزيبت مؤكدا ان ما حدث غير مقبول كما حمّل السلطات المصرية مسؤولية ما وقع وتساءل تعزيبت عن سر الحقد على الجزائريين. عدة فلاحي: مقرراللجنة الرياضة بالبرلمان السابق الجزيرة تصب الزيت على النار من جهته عدة فلاحي، القيادي في حركة النهضة، دعا البرلمان الجزائري للتحرك نحو السفارة المصرية بالجزائر للتعبير عن تنديدهم بما حدث للبعثة الجزائرية. ووصف فلاحي ما حدث بالتصرفات المشينة غير المسؤولة. كما انتقد فلاحي مبادرة قناة الجزيرة التي طرحت على موقعها الاليكتروزني استفتاء بعنوان هل مباراة الجزائر مصر تحولت إلى مباراة للكراهية، مشيرا إلى أن الجزيرة صبت بمبادرتها الزيت على نار الفتنة المتاججة في أوساط المناصرين في مصر