قدمت مجلة ''فورين بوليسي'' الأمريكية المختصة في السياسة الامريكية الخارجية، تقريرا حول حصيلة الأزمة التي افتعلها نظام مبارك المصري عقب إقصاء فريق الفراعنة لكرة القدم من التصفيات المؤهلة إلى مونديال جنوب إفريقيا بواقعة أم درمان السودانية وقالت المجلة إن ''نظام مبارك هو الخاسر الأكبر من الأزمة بين البلدين''. وأكدت ''فورين بوليسي'' في تقريرها الصادر بعددها الأخير ''إن افتقار الحكومة المصرية للشرعية كان واضحا من خلال الفوضى التي صاحبت مباراة الخرطوم''. وقالت المجلة الرد المصري المبالغ في وصف ما حدث بالخرطوم قد عكس شعورا بأن مصر تعاني أعراض أزمة أكبر تتمثل في انعدام الثقة والشعور بأن سلطتها وهيبتها في المنطقة ليست كما كانت عليه من قبل''. وعادت المجلة إلى بعض استعمالات تقنيات الإعلام الآلي على اليوتوب من قبل الجزائريين مشيرة إلى أن ''إطلاق الجزائريين اسم تل أبيب ستاديوم على ملعب القاهرة كان إشارة إلى تقاعس الحكومة المصرية عن تقديم العون لقطاع غزة المحاصر أثناء القصف الإسرائيلي''، لتخلص المجلة إلى التأكيد بأن ''الصورة تلك أضرت كثيرا بهيبة مصر بين البلدان العربية الأخرى''. كما سلطت المجلة الأمريكية الأضواء على أحداث الخرطوم مشيرة إلى أن ''الحكومة المصرية في الوقت الذي حرضت فيه ضد القومية أغلقت جميع أشكال المشاركة السياسية الحقيقية في خطوة تكتيكية قصيرة النظر لن تعالج السخط الكامل بداخل المصريين''. وما أكدته فورين بوليسي كان متوقعا بالنظر لغرابة المواقف المصرية حيال الجزائر بعد مباراة كرة قدم كان في مقدور المصريين لو أرادوا أن يبقوا عليها في حدود المنافسة الرياضة وما يتبع ذلك من تجاوب جماهيري دون اللجوء إلى توظيفات سياسية كانت عواقبها وخيمة على صورة النظام المصري. وكانت المجلة قد تطرقت لوضع حسني مبارك مشيرة إلى أن الرئيس المصري أصر على البقاء بالسلطة وتجاهل الخيارات الديمقراطية المتاحة لديه، فلم يكن صادقًا مع نفسه ويعترف أن شعبه لا يحبه ولا يعترف بالإنجازات التي حققها. كما أكدت المجلة أن الشعب المصري أصبح موقنًا من أن مصر في ظل حكم مبارك الطويل، قد دخلت حالة من الركود، في الوقت الذي أصبحت فيه دول مماثلة بمصاف الدول المتقدمة. وعلى المستوى المصري الرسمي فقد بدأت مؤشرات جلد الذات تظهر على مواقف المسؤولين المصريين بعدما ارتفعت عنهم غشاوة الغضب الذي أفقدهم الصواب ومن بين هؤلاء وزير الشؤون القانونية والمجالس النيابية الدكتور مفيد شهاب حين أقر قائلا ''حدث خطأ من جانبنا عندما تم الاعتداء على أوتوبيس اللاعبين الجزائريين''. ويأتي تصريح الوزير الرسمي مخالفا للرواية المصرية الرسمية حول أحداث الاعتداء على حافلة الفريق الوطني الجزائري بعدما اتهمهم الجانب المصري قبل ظهور دليل التصوير القاطع بأنهم هم الذين جرحوا أنفسهم وكسروا نوافذ الحافلة. وأضاف الوزير المصري متحدثا عن خطورة ما أقدم عليه إعلام بلاده بالقول ''الإعلام لعب دورا خطيرا في هذه القضية عبر القنوات الخاصة'' ومؤكدا ''أن العلاقات الدولية لا تحكمها الانفعالات وأن المصالح أبقى من العواطف''.