تواصل أمس إضراب عمال الشركة الوطنية للسيارات الصناعية »أس أن في يي« لليوم الثالث على التوالي وقد لجأ هؤلاء خلال الفترة الصباحية إلى قطع الطريق الرابط بين الرويبة والرغاية وطالبوا برحيل سيدي السعيد من على رأس المركزية النقابية واتهموه بالخيانة كما رفضوا التحدث لممثله، ويرتقب أن تلتحق اليوم باقي الفروع داخل المركب وبولايات أخرى بالحركة الاحتجاجية إذا لم يتم الاستجابة لمطالبهم المتمثلة في رفع الأجور والتراجع عن إلغاء التقاعد دون شرط السن، علما أن 2000 عامل ينتمون للشركة سحبوا استمارات التقاعد دون شرط السن. يبدو أن الحركة الاحتجاجية التي دخل فيها عمال الشركة الوطنية للسيارات الجديدة »أس أن في يي« لن تنتهي بسهولة إذا ما علمنا أن هؤلاء من بين الأنشط نقابيا داخل الاتحاد العام للعمال الجزائريين والتي يصعب حتى على الأمين العام عبد المجيد سيدي السعيد التحكم فيها، وقد صعد أمس المحتجون من نبرتهم مقارنة باليوم الأول للاحتجاج، بحيث لجئوا إلى قطع الطريق الرابط بين الرويبة والرغاية وأطلقوا تصريحات تنتقد بشدة سيدي السعيد ووصفوا نتائج الثلاثية بالهزيلة وأنها لم تأت بالجديد للعمال باعتبار أن رفع الأجر الأدنى المضمون ب3 آلاف دج لا يُمثل ولا شيء بالنظر إلى الارتفاع المتواصل لأسعار مختلف المواد الغذائية وغير الغذائية. كما اتهم هؤلاء سيدي السعيد بالخيانة وأكدوا أنه لم يُحسن التفاوض في لقاء الثلاثية وانتقدوا عملية إقرار إلغاء التقاعد دون شرط السن وطالبوا بضرورة التراجع عن هذا القرار وإلغاء المادة 87 مكرر باعتبار أن ذلك سيُمكن كل العمال من الاستفادة مستقبلا من أي زيادة في الأجر الوطني الأدنى المضمون وبنفس نسبة الزيادة. وذهب أحد العمال، إلى التأكيد بأن نتائج الثلاثية فاجأت العمال، هؤلاء كانوا ينتظرون، يضيف بقوله، نتائج هامة سواء تعلق الأمر بالزيادة في الأجر العام أو رفع المنح والعلاوات، ووصف المتحدث الثلاثية بأنها لم تكن في المستوى المطلوب بالرغم من كون العمال انتظروها طويلا وطبقوا اتفاق الهدنة الاجتماعية التي تجمع أطراف الثلاثية ضمن العقد الوطني الاقتصادي والاجتماعي. ولجأ أمس الأمين العام للاتحاد العام لعمال الجزائريين عبد المجيد سيدي السعيد إلى إرسال مستشاره الإعلامي رشيد آيت علي لتهدئة العمال، لكن هؤلاء رفضوا الحديث إليه وشددوا على أنهم لن يتحاوروا إلى مع سيدي السعيد وأنهم لن يتراجعوا عن احتجاجهم إلا بتحقيق مطالبهم. من جهتها، أكدت إحدى العاملات، أن فروع أخرى داخل المركب ستلتحق اليوم بالحركة الاحتجاجية على رأس ذلك وحدتي »أنابيب« و »موبيسكو«، كما يرتقب انضمام فروع الشركة بكل من ولايات تيارت، وهران وقسنطينة. وحسب المعلومات التي أفادنا بها ممثلو النقابة التي لم تُجدد بعد، فإن ما يُعادل 2000 عامل تابع لذات الشركة سواء بالرويبة أو في الولايات الأخرى سحبوا استمارات التقاعد دون شرط السن، علما أن إلغاء النظام سيبدأ تطبيقه ميدانيا ابتداء من شهر جانفي 2011 حسب تصريحات سيدي السعيد. جدير بالذكر هنا، أن انتخابات تجديد الفرع النقابي للشركة الوطنية للسيارات الصناعية لا تزال عالقة منذ فترة طويلة بسبب الصراع القائم بين النقابة والاتحاد الولائي للرويبة الذي يُصر على ضرورة تنظيم انتخابات خاصة بكل فرع وهو ما يرفضه العمال الذين يُريدون تنظيم انتخابات واحدة تخص الشركة ككل، وقد اعتبرت النقابة الطرح الذي لجأ إليه الاتحاد الولائي أنه يهدف إلى تقسيم العمال وتكسير وحدتهم.