أبلغ عبد الله باعلي سفير الجزائر لدى الولاياتالمتحدةالأمريكية، احتجاج السلطات الرسمية في الجزائر لنظيرتها الأمريكية على الإجراءات الجديدة التي خصت بها إدارة أمن النقل في هذا البلد المسافرين الجزائريين المتوجهين إلى الولاياتالمتحدةالأمريكية عبر رحلات جوية. كما أبدى باعلي رفض الجزائر تصنيفها ضمن قائمة الدول الأربع عشرة المعنية بالإرهاب. وأكد باعلي حسب ما نقلته جريدة ''واشنطن بوست'' الأمريكية، وصفه الإجراءات الأمريكيةالجديدة ب''التمييزية'' في حق الجزائريين. زمع أنه أبدى تفهمه حرص الأمريكان على أمنهم فإنه أكد بالمقابل أن المسافر الجزائري لا يشكل أي خطر أو تهديد على أمن هذه الدولة، ومن ثم فإن ذلك ينفي برأي باعلي ''علاقة التناسب بين الحرص على الأمن وبين إجراءات التفتيش التمييزية الفاضحة في حق الجزئريين''. من جهتها استنكرت أحزاب سياسية جزائرية ومنظمات حقوقية، إضافة إلى مصادر دبلوماسية أخرى، التصنيف الأمريكي الجديد والإجراءات المتخذة في حق المسافرين الجزائريين، حيث رفضته بشدة حركتا مجتمع السلم والإصلاح وكذا الرابطة الوطنية للدفاع عن حقوق الإنسان، معتبرين خرجة إدارة أوباما الجديدة ''استفزازا'' لمشاعر الجزائريين وتشويها لصورتهم، كما اعتبروه تنكرا للتضحيات الجزائرية في مجال مكافحة الإرهاب وهي التي عانت من ويلات هذه الظاهرة أيام كانت أمريكا والدول الغربية تمثل ملاذا آمنا ومنطلقا للدعم ألوية الموت لوجيستيكيا. وفي هذا السياق قال أبو جرة سلطاني، رئيس حركة مجتمع السلم، إن الموقف الأمريكي حيال الجزائر من شأنه أن يؤثر على مستقبل العلاقات والتعاون الثنائي بين البلدين، موضحا أن موقف واشنطن لا يخلو من خلفيات محاولة ابتزاز الجزائر لموقفها الرافض الارتهان في مسعى أفريكوم التي ترغب الولاياتالمتحدةالأمريكية في أن تفتك من خلالها موطئ قدم في إفريقيا، كما اعتبره مؤشرا على انقلاب جذري في السياسة التي أعلن عنها أوباما حيال العالم الإسلامي وهو يتربع على عرش البيت الأبيض. فيما تساءل سلطاني عن معنى التناقض الفاضح في الموقف الأمريكي الرسمي بما في ذلك الكونغرس حيال جهود الجزائر في مكافحة الإرهاب. من جهته، جمال بن عبد السلام أمين عام حركة الإصلاح الوطني، انتقد المعايير التي اعتمدتها الإدارة الأمريكية في إعداد قائمتها ''السوداء'' التي وجهت أصابع الاتهام بصفة انتقائية إلى بلدان منها الجزائر دون وجود مبرر على ذلك. وغير بعيد عن موقف الأحزاب الجزائرية، اعتبر بوجمعة غشير القرار الأمريكي تمييزا على أساس العرق والجنس والدين وهو ما يخالف الأعراف الإنسانية الدولية، مشيرا إلى أن المنطق الأمريكي الأمني حيال المسلمين والعرب ليس جديدا وإن اعتبر تصنيف الجزائر ضمن القائمة الأمريكية السوداء تجنيا على الحقيقة واعتداء على سيادة الجزائر وعلى الذاكرة والتضحيات الوطنية، وأن الجزائر كانت سباقة إلى التحذير من احتمال عولمة الإرهاب وعبوره القارات عندما كانت واشنطن تقف موقف المتفرج مما كان يحدث في الجزائر.