اعتصم عشرات العمال المسرحين من مناصبهم بصفة الإدماج المهني للبطالين أمس، أمام مبنى مديرية التشغيل بولاية الشلف، حيث توافدوا من مختلف بلديات الولاية تنديدا بالحرمان الاجتماعي ورفض الوصاية تجديد عقودهم لسنوات أخرى بعد شغلهم مناصب مؤقتة لمدة سنة واحدة غير قابلة للتجديد، وهو ما اعتبره البطالون الذين تدفقوا بكثرة على عاصمة الولاية، ظلما بكامل المقاييس ووصفوا ذلك بسياسة الضحك على أذقان الشباب البطال في هذه الولاية التي تظل السلطات الولائية تتلاعب بنسب البطالة وتحاول كسب رضا السلطات المركزية من خلال التقليل من شبح البطالة. العمال الذين شغلوا مناصب مختلفة مثل تهيئة الطرقات وقطاع التنظيف وأشغال مختلفة في بلدياتهم التي لم تجد وسيلة أخرى سوى الاحتكام إلى أوامر الوصاية بقطع صلتها مع العمال المسرحين دون تجديد عقودهم والتوقيع على قوائم أخرى لعمال بطالين جدد براتب شهري لا يتجاوز قيمة 12 ألف دينار جزائري. وفي سياق ذي صلة بالغضب العمالي، قال أحد المحتجين عن أرمادة العمال المسرحين ل ''البلاد''، إن هذه الطريقة التي تبنتها الجهات المسؤولة عن قطاع الشغل في الجزائر لا يمكنها بأي حال من الأحوال التخفيف من حدة البطالة أو جعل نسبتها تتواءم مع فلسفة محاربة الشغل التي جاءت في برنامج رئيس الجمهورية، وضم محتجون آخرون أصواتهم لصوت زميلهم حينما قالوا، إن المديرية مطالبة بتجديد عقودهم لسنوات أخرى أو إدماجهم بصفة نهائية، علما أنهم أرباب أسر ويشكل هذا الراتب المقدر ب 12 ألف دينار مصدر قوتهم على قلته، ففي الوقت الذي كان أملهم إدماجهم نهائيا سقط قرار رفض تجديد عقودهم، كالصاعقة عليهم، ما دفعهم إلى مواصلة إضرابهم وامتناعهم عن مبارحة مبنى مديرية التشغيل التي رفضت استقبالهم وإقناعهم، بل اكتفت بغلق الأبواب في وجههم، الأمر الذي بات ينذر بعواقب ساخنة .