عدنا إلى ''حُمّة'' الأيادي والأرجل النظيفة، وعاد المضغ مرة أخرى من طبق سيف الحجاج الذي يقارع ''دجاج'' السلطة من مسؤولين سمان، ليطرحهم أرضا في مسلسل أنه لا ''شكيب'' ولا ''خليل'' فوق القانون. ورغم أن ظاهر الحملة أو ''الحُمّة'' نبيل وراق وهدفه الاغتسال من أدران غض البصر عما يفلعه الفاعلون في بطن و''وسط'' الوطن، إلا أن تاريخ ''نظافة تحت الطلب'' علّمنا أنه إذا كان للنظافة ساعة في هذا البلد فإن للوسخ أو للفساد دولة لا تزول بزوال رقم أو عشرين.. وزير النفط العابر للقارات، يرافع للحق في التراضي ونيل الرضى ويعتبر أن إرساء الصفقات ''المليارية'' عن طريق التراضي أمر عادي و''اقتصادي'' بحت، كما يقرر تجنيد محامين من أموال السونطراك للدفاع عن إطاراته المتهمين. والقراءة الأخرى لتصريح شكيب خليل أن الوزير الذي قال إنه لا يمانع في الوقوف أمام العدالة هو نفسه ''الخليل'' الذي شفر رسالة إلى جهة ما بأن حملة الأرجل النظيفة التي طالت ''سونطراكه'' تحمل بين طياتها ''ركلة'' يراد لها أن ''تركل'' الوزير خارج الملعب بعدما سقط عنه الرضى.. مادام التراضي مشتقا من نيل الرضى، ومادام ''الرضى'' قد أضحى شعار دولة وحكومة ''تتراضى'' مع من تريد وتتغاضى عمن تريد، فإن لوزير الطاقة كل الحق في أن يدفع من جيبه أتعاب المحامين لتبرئة إطاراته حتى لا تصل مؤخرة الحبل و''الخبل'' إلى ما لا طاقة لوزير الطاقة به، فتسقط بدلا من وزارة طاقة حكومة لم تعد بها من ''طاقة'' إلا غاز ''طلعاتو للغاشي'' نتيجة سياسة كلهم في ''التراضي'' سواء.