حكومة أحمد الجزائرية على شاكلة حكومة المصرية وجدت الوقت والجهد لكي تجتمع من أجل إرسال البعثات التشجيعية من الأنصار لتدعيم فريق المهاجرين من الخضر، ولكنها لا تجد لا الوقت ولا الجهد ولا تفكر أصلا في طرح ومعالجة القضايا الجادة المطروحة آنيا، وتهدد بسنة بيضاء في التعليم وحمراء في الصحة! فأسلاك التربية التي أيقنت بأن حبل الكذب قد وصل نهايته مع حكاية اللجان والتعويضات تهدد بالدخول في إضراب مفتوح، ستكون نهايته وعلى الطريقة الجزائرية تحقيق نسبة نجاح قياسية، بقرار سياسي مفضوح كما حدث في أكثر من مرة مع أصحاب الباك مثلا. وأسلاك الصحة دخلوا في إضراب مفتوح منذ نحو شهرين للمطالبة بتحسين الأجور، في وقت سبق فيه معشر التجار والترابندية الجميع بإعلان زيادات غير مبررة في معظمها في الأسعار لمجرد أنهم سمعوا بأن الحكومة زادت في الحد الأدنى للأجور ''سميف'' وأنه بات من حقهم الزيادة في إطار قانون زادوا فزدنا. حتى ولو كان المعدل العام للأجور في الجزائر لا يغطي مصاريف الخبز والحليب والنقل والبصل! وعندما تأتي المراهنة على الخضر لتدويخ البشر بالجلدة المنفوخة أو إلهائهم بها مخيبة للآمال على العموم بعد كل الذي حدث في أنغولا، ولو سعى البعض للنفخ فيه بما يطيل عمر التهويل، لحساب جماعة السلطة نفسها فإن الذي تحقق أن جزءا من البشر وعلى شاكلة البقر الذي يجتر دخل اللعبة باسم رد الاعتبار والكرامة والنيف ومحاربة الغش والتزوير الكروي، وهذا في دولة تحقق أرقاما قياسية في الفساد، وعلى جميع الجبهات، فباستثناء هؤلاء، فإن غالبية الفئات المتعلمة على الأقل تدرك بأن المسألة تخفي إما ريح التواطؤ أو الفشل أو الخذلان أو العجز الحكومي وكلها سيان.. ولكنها ليست سابقة أولى فقد دخل مثلا عمال المفاعل النووي في أعالي العاصمة إضرابا مدة نصف عام من أجل الحصول على زيادة لا تكفي لشراء دجاجة، والمطالبة بترحيل مسؤول من نوع ''شدو لا يطيح''، ولم تحرك الحكومة ساكنا واليوم تدخل عاملة، اضرابا عن الطعام مدة شهرين، ولم تتمكن كل مؤسسات الدولة من حل قضيتها مع فرع لشركة إنجليزية في قاع الصحراء! وهذا مؤشر آخر على كون جماعة الحكومة في معظمهم فصارون غير جادين كما يفعل عدد منّا لا يبالون في المسؤوليات