بغض النظر عن الفتاوى السياسية التي طعنت في شرعية صدقة بوتفليقة الجارية التي قذفت بها كازمات الفلاحين والبطالين والطلبة لتصل إلى ربات الخدور في استرزاق اجتماعي وجماعي بايع أكثر المترشحين مالا وعددا، فإن منافسي المرشح الذي يخفي عن شماله ما تدره يمينه، لم يجدوا من طريقة لبسط يدهم السفلى إلا اعتماد برنامج انتخابي يقتات من على ظهر طعن الصدقات، والنتيجة أن لويزة حنون وجهيد يونسي ومعاشر الطاعنين في سخاء بوتفليقة الانتخابي، ظهروا عرايا وبلا برامج سوى مطالبة المستمع الجائع والمقهور بأن يستغنى عن وجبة دسمة في صحن الرئيس بكلام يؤكل عبر الأذن ولا يصل إلى البطن الخاوية على عروشها وانتخاباتها.. من المسيلة تبناها معارضة وبطولة مفتعلة واغترف من المائدة ملعقتها ليطعن من خلالها في شراء الذمم، ويصرح بأنه لا يخاف المطبّلين ولا وطنيي الكلام، لكن مشكلة دون كيشوت التيار الإسلامي أنه قارع الطواحين فأكثر من ثلثي الحاضرين الذين سمعوه بقاعته مستهم صدقة المائدة المنزلة، وجهيد ومن دون أن يدري راح يشتم باعة الذمم ويعنى بهم أي مستفيد من كرم الرئيس. فهل كان مرشح الإصلاح في وعيه وهو يقدح في من يريديهم أن ينتخبوه دونكيشوتا رئاسيا؟.. لويزة حنون وجه آخر لمعارضة المفرقعات المسموح تداولها في الأعياد والمناسبات ومن موقعها كمترحشة مدجنة ومدججة بالأفكار، فإنها اختارت الطعن في الزكاة الانتخابية بإعلانها أنها كانت صاحبة الدعوة لهذه المكرمة والصدقة الجارية. وبالطبع ولأن الفكرة فكرة نوابها ومشروع المسح كان مسحها، فإن بوتفليقة متهم بأنه سطا على أفكار حنون الفلاحية والسياسية.. لا فرق بين الحكومة التي صفعتها مافيا الميش للعيد الألف وبين مترشحي المفرقعات الذين اختزلوا بدائلهم في تفجير مفرقعات إعلامية موجهة لعين المستهلك لطمسها عن حقيقة أن زمن التفرقع واضح. وكما عجزت الحكومة عن حماية موانئها من المفرقعين، فإن المترشحين الستة مجرد متفجرات انتخابية لا يمكن أن يتعدى صوتها صوت أن الستة مجرد صدقة من صدقات الرئيس الجارية وكلنا في تلقي الإحسان سواء