قرر طلبة معهد البحوث والدراسات العربية نقل حركتهم الاحتجاجية من مقر سفارة الجزائر بالقاهرة إلى مقر جامعة الدول العربية، حيث طالب هؤلاء بمقابلة الأمين العام لجامعة الدول العربية عمرو موسى من اجل الدفاع عن قضيتهم. أفاد ممثل الطلبة الجزائريين بمصر أن الطلبة المحتجين أمام سفارة الجزائر بمصر منذ شهر فيفري الفارط سينتقلون إلى مقر جامعة الدول العربية للاعتصام هناك، بعد تصلب موقف السلطات الجزائرية ورفضها اتخاذ أية إجراءات لصالح الطلبة وأكد هؤلاء من خلال بيان تلقت البلاد نسخة منه أن قضية عدم الاعتراف بشهادات المعهد لا ينبغي أن تقتصر على الصعيد الداخلي فقط مادامت السلطات الجزائرية المعنية بهذا الشأن لم تحرك ساكنا لحد الآن. وبالنظر لكون معهد البحوث والدراسات العربية، مؤسسة من مؤسسات جامعة الدول العربية، ينبغي على هذه الهيئة التدخل لإنصافهم. وأضاف البيان أن الطلبة سبق لهم طلب مقابلة الأمين العام للجامعة العربية عمرو موسى، وذلك رغبة منهم في دعم قضيتهم والدفاع عنها معتبرينها جزءا لا يتجزء من مؤسسات الجامعة العربية، ولايزال المحتجون في انتظار رد هذا الأخير على انشغالاتهم. مقابل ذلك، لا يزال طلبة الماجستير الجزائريين بالقاهرة في اعتصام مفتوح أمام سفارة الجزائر بمصر منذ تاريخ 25 فيفري الفارط إلى يومنا هذا، دون أن تتحرك وزارة التعليم العالي ولا سفارة الجزائر بعد تكتم الجهات الوصية ورفضها إيجاد حل نهائي لقضية معادلة شهادات الماجستير والدكتوراه التي يتحصل عليها الطلبة من معهد البحوث والدراسات العربية بالقاهرة. كما اعتبر الطلبة من خلال نفس البيان أن الحالة المأساوية التي يتخبط فيها أزيد من 800 طالب وطالبة ممن دخلوا في اعتصام وأضربوا عن الطعام، هي حالة تنبئ لا محالة بالخروج عن المألوف، خاصة وأن الاعتصام في يومه السابع عشر وتخللته ظروف صعبة جراء دخول أزيد من 20 طالبا وطالبة في إضراب عن الطعام ومنهم من تم نقلهم في حالات خطيرة إلى المستشفيات المصرية، وهذا ما أثار حالة من الخوف والهلع لدى الطلبة الجزائريين. ولوّح بعض الطلبة الجزائريين بعدم الرجوع إلى الوطن بعدما قوبلوا به من إقصاء وتهميش من وزارة حراوبية. كما ناشدوا فخامة رئيس الجمهورية السيد عبد العزيز بوتفليقة إيجاد حل لهم، باعتباره القاضي الأول في البلاد وصرح بعض الطلبة الجزائريين بالقاهرة بأن هناك أطرافا خفية قامت بمنع بعض القنوات الإعلامية من تغطية الاعتصام بهدف تعتيم القضية ومعاناة الطالب الجزائري أمام سفارته بالقاهرة، رغم أن قضيتهم باتت قصة يتداولها الشارع المصري باستهزاء. ويؤكد الطلبة المعتصمون على أن جزائر العزة والكرامة التي قطعت أشواطا كبيرة في بناء صرح مؤسساتي قوي ومتماسك خلال العشرية الأخيرة والتي ترتكز في كل ذلك على طاقاتها الشبانية، لا يمكن بأي حال من الأحوال أن تترك المكان لممارسات إقصائية تحرم نخبها من الدراسات العليا، خاصة في ظل الفضائح اليومية التي تشهدها مسابقات الماجستير في الجزائر وذلك ما يحدث في الآونة الأخيرة. وقد قرر 114 طالبا وطالبة الدخول في إضراب جماعي عن الطعام وذلك بعد خيبة الأمل التي أصابتهم جراء سياسة الصمت التي تنتهجها الوزارة وعدم تجاوب أي من القوى والتيارات السياسية في البلاد مع قضيتهم العادلة.