الحكومة مبذرة والمبذر شقيق الشيطان والشيطان عدوّ الإنسان وعدو عدوه الإنسان نفسه! فماذا إن بذرت الحكومة وعجزت عن حماية غيرها من غير المفسدين... بعد أن مدّ بعضهم أيديهم فأخذوا ذراعه أو مد آخرون وجوههم فأخذوا رؤوسهم! وضع يعبر عنه هذا المقطع ديكي (رمز فرنسا) أنت صديقي... صح في الدار... واقتل جاري! صداقة مدفوعة الأجر ما الذي جعل أصحاب مبادرة دورة الصداقة الكروية يختارون الفاتح من مارس لتنظيمها وليس 19 مارس أو حتى 08 مارس؟ هذا السؤال تبادر إلى ذهني، نحن ننام ونفيق على أخبار غير سارة بيننا وبين أمنا العزيزة ''فافا'' التي تصرفت معنا كما يتصرف اليهود مع عباس مثقوب الراس، فأخلت بكل اتفاق يقضي بعدم تصريف الإرهاب لا في الحاضر ولا في المستقبل أو مقايضته وانتهى كل ذلك إلى تبادل اتهام وصدام، قد يتوج برفع كارتون أحمر ضد سعادة السفير الفرنسي الكبير؟ كما رفع ضد مالي.. واحد: إن المنظمين -والمبادرة فرنسية بالأساس- صادرة عن زين الدين زيدان، لايريدون اختيار يوم 19 مارس لأنه يصادف وقف إطلاق النار مع فرنسا أيام حرب التحرير، وليس بالضرورة إطلاق الدخان المستمر إلى الآن وهو نفس اليوم الذي يسمى به بعض من رموز حزب فرنسا في الجزائر الذين عرفوا فيما بعد بمجاهدي 19 مارس ، أي الذين التحقوا بالجبل والمدن بعد أن تبين لهم بأن زمن الاستقلال أصبح في الجيب، ومن العيب ألا يدركوا الثورة ولو في اللحظة الأخيرة! فهي تجب ماقبلها من أفعال الاستحراك والتآمر ! إثنان : إن اختيار 08 مارس سيصادف الاحتفال العالمي بعيد المرأة فإذا وقع الاحتفال بالصداقة في هذا اليوم فمعناه أنّ الصداقة بين النسوان وليس بين الرجال! وقد يضعف بها الحال فتصبح مجرد زمالة أو مراد لطبيعة المرأة نفسها التي لاتقوى على كتمان السر بعد ثلاثة أيام على أقصى حد كما يقول العلم؟ فهل حقا توجد صداقة بين الجزائروفرنسا اللتين لاتربطهما عمليا وفعليا معاهدة صداقة بعد أن عجزا عن طبخها وفق المقادير المطلوبة حسب رغبات كل طرف؟ الجواب قد يكون عند أصحاب دورة الصداقة أنفسهم الذين أدّوا دورة على حسابنا الخاص لإثبات هذا الشعور بواسطة الجلدة المنفوخة ويفرح الجمهور مثلما يفرح بانتصارات الكرة باعتبارها فتوحات فرعونية (نسبة لفرعون) ونابليونية نسبة لنابليونهم المهزوم ذات عام في وادي الحراش! والمرجح أن عددا منا يعتقدون جازمين أن الصّداقة موجودة بالفعل وهي الثابت الوحيد غير القابل للتحول مثل الوزير الأول والوزير الأطول (في الاستوزار على رؤوس الصغار)، بعد أن حولهم إلى حقل تجارب فئران منذ أعوام فهذا لايدحضها القول مثلا أن فرنسا لاتحب إلا نقوذنا، كما قال وزير يملك ولايحكم ولايدحضها أيضا العقل بتعرية الواحد فينينا على كبر مسؤوليته وهو يمرّ في المطار بواسطة جهاز السكانير... كلّ هذا لايلغى فكرة الصداقة مع ماوراء البحر، وليس هو ما قدام البر! فإن كان على المال الذي يذهب ويأتي به الرجال، فقد أصبح بعض الولدان لايحبون من آبائهم وأمهاتهم إلا مايلمع ذهبا وأوراقا، فإن ذهب مالهم ذهب ريحهم، وإن كان على السكانير فهذا هين.... لأن الذي يعرف مافي الجيوب وماتحمله القلوب لايخشى أن يعرفوا عنه ماتحت اللباس، فهو مثل كل الناس، عنده صدر وكرعين وبطن سمين وراس! وتلك من طبيعة الأجناس البشرية وحتى الحيوانية.... مع فارق بالطبع في العقل وفي التعقل أيضا فالفرق بينهما واضح: الإنسان حيوان ناطق وعاقل، والحيوان غير عاقل لكنه بعقل تحكم الغريزة أنه إذا شبع اقتنع، وقلما ينطح إلا إذا كان من فئة الثيران والأبقار التي تعرف طكوكة كل بداية ربيع مع شهر مارس وعودة الآن لدورة الصداقة ماذا لو أن أصحابها أقاموها في الأيام التي كانوا فيها في أوج مجدهم وقمة شهرتهم؟ والجواب أن هؤلاء كانوا ينسون أصلا العنوان الذي اسمه الجزائر.... فكيف وهم يعلمون أكثر من غيرهم أن كل بقرة تخور وكل ثور يسقط عندهم نلتقفه نحن من باب الرحمة بالأقربين من جهة بني آدم وجهة جدي الذي مات! والمهم فقط أن نفتخر أمام غيرنا، كما تفتخر النعجة بالكبش بأنه كان أقرنا ومشهورا وضرب ذات مرة بدماغ ''العتروس'' لاعبا من الطليان، وأن الضربة التي لاتقرأ ولاتكتب لايمكنها أن تصدر غير واحد منا من القبايل أو من العربان وكلاهما شجعان في النطح! شعرة صوف والمهم الآن أن الصداقة الكروية تنتهي عادة بأن يدفع الصديق مصاريف الصداقة بما يستحقه الصديق من إقامة واكل وشرب وترحاب وتصفيف فلكل شيء ثمنه. والذي يعرف هذا اثنان على الأقل: أولهما أن معظم موظفي الدولة كما يقول بن صالح رئيس مجلس الأمّة يقتاتون من شهريتهم وهم مجرد خدامة عند الدولة (الزوالية) أي دولة اللَّه غالب، وتمارس معهم سياسة الشح ''واح'' و ''بّح'' و''كح'' وكل المفردات التي تقال للصغار في بحور من الجهات للنهي والأمر وهذا الرأي أضحك أكثر من واحد ممن سمع هذا الكلام على اعتبار أن هؤلاء يعتبرون بأن كل موظف كبير يجد في العادة المنفذ الذي يغمس منه، ويبزنس ولو كان في عباة أو في جبة أو في برنس ثانيهما: عامة المأجورين من أجر أي أصحاب أجرة وليسوا مأجورين، أي لهم أجر عند ربهم وعند الحكومة أو أرباب العمل فهؤلاء مع كل دورة في السوق أو وقفة في الطريق أو قعدة في مقهى أو رقدة في مستشفى، أو حتى في مقبرة القطار مطلوب منهم أن يدفعوا، فلم يعد هناك شيء بالمجان، وكل مايقال عن ''الصوصال'' باسم التضامن الوطني والعدالة الاجتماعية وتساوي الفرص والسلم الإجتاعي مجرد أوهام لاوجود لها إلا في أذهان أصحابها ممن يريدون الكذب على النفس! حتى الريح إنهم وجدوا السبيل لبيعه كما يفعل اليابانيون حاليا بدعوى أنه عليل لفعلوا ذلك.... لكنهم سيفعلون بالتأكيد إن تلوث الجو أكثر من اللازم وأعلن أصحاب الأرصاد بأن الوضع لايطاق..... وأننا في دولة طاق على من طاق.... وطاف في كل من يريد أن يطلب الحساب! فأين تذهب كل هذه الأموال التي تستخلصها الحكومة من جيوب المواطنين بأكثر من 30 ضريبة دفعة تنزل باستمرار على رؤوس الغلابي؟ بعض الآجوبة يمكن أن نستخلصها فيما تبذره سلطة غير غارقة في الفساد حتى الأذنين كسلطتنا ترمي بالمال في غير صواب... فهذه دورة الصداقة يلزمها مصروف، وهذا ملتقى تهريب الكوكايين يلزمه مال ''حلوف''، وهذه جماهير عطشى للجلدة المنفوخة وتريد التصفيق تحتاج لسبونسورينغ غير مألوف يقتص من حساب العمال، في نهاية المطاف. وهذا فعل تكريم (للفاشلين ممن قبح الله وجههم وقبح أعمالهم) يحتاجون لألف خروف وقس على ذلك كثير من الأنشطة والزيارات الميدانية والجولات التفقدية التي لاتحرك حتى شعرة صوف! هذا الوضع وقف عليه مؤخرا صندوق النقد الدولي المسمى البنك الدولي عند البعض، وحاول أن يعطي انطباعا بأنه أكثر رأفة بنا من الحكومة، فهو دعا مثلا لكي تعود القروض الاستهلاكية المعمول بها في كل دول العالم تقريبا. وجزم بعد أن حسب وأعاد الحساب بأن الحكومة لو عقلت وتصرفت برشاد مع الإنفاق وكسرت شوكة الفساد لاستطاعت رفع الآجور بنسبة 400% بلا تهريج ولا إضراب ولا تهديد بالخروج للشارع! هذا ما قاله الأفامي قبل اغتيال مدير الأمن الوطني علي تونسي على يد أحد مساعديه ممّن يكونوا قد طغوا (في الأرض والجو) فطلب منه الحساب. أما ماذا سيكون رأيه بعد أن علم باغتيال الذي مد يده كما فعل من قبله بوضياف - وسيفعلها من بعد من لا أدري من هو فقد يكون غير هذا الكلام، بعد أن أصبح اللعب بالنيران مع الجيران كما رأينا مع شعيب أولطاش الذي طاش!