أمير المؤمنين وفاتح السند والهند، يوفد رسله إلى قيصر الروم ''الأمريكي'' ويوضح له أن إعلانه الجهاد على سويسرا لم يكن إلا ''زلة'' لسان لا علاقة لها بقاعدة بن لادن، فالقذافي الفاتح أوضح لسدنة البيت الأبيض من خلال مبعوثه وسفيره بأمريكا، أن العلة لم تكن في إعلان الجهاد الواضح والناصع ''العبط'' ولكنها في أمية أمة ابتليت بتماثيل ''شكولاطة'' من حكام ينامون على تصريح ويصحون على تفريخ لمهازل بدأت بإعلان جهاد ضد من وصفهم ملك إفريقيا بالكفرة الفجرة لينتهي بتوضيح رئاسي يبين أن الجهاد المقصود يعني مقاطعة ''الشكولاطة'' السويسرية مقاطعة ''بتارة''. وزير خارجيتنا مراد مدلسي، يصعد ''نومته'' ضد فرنسا ويطلب من مجلس الأمن الدولي تسليط عقوبات على ساركوزي باريس إذا ما ثبت أنه دفع فدية لقاعدة درودكال، والطلب وجيه، وأصح منه وجاهة و''بلاهة''، أن وزيرنا الثائر لغم رجاءه بعبارة ''إذا ما ثبت ذلك'' مما يعني أن معاليه لم يتيقن بعد أن هناك صفقة تمت بين فرنسا والقاعدة في محاولة ساذجة لترك الباب مشرعا أمام احتمال أن الرهينة الفرنسية تحررت من قبضة القاعدة عن طريق الحظ أو عن طريق الألفة المتبادلة بين الخاطف وذوي المخطوف.. القذافي صعّد موقفه ضد سويسرا، ومدلسي صعّد موقفه ضد فرنسا وفي كلا التصعيدين، فإن السلة واحدة، والنتيجة أنه كما اكتشفنا أن جهاد القذافي لم يخرج عن مذاق ''الشكولاطة'' فإن ثورة مدلسي لن تخرج عن نكتة أن وزارة الخارجية استدعت سفير ''باماكو'' بالجزائر وبلغته احتجاجها الشديد اللهجة و''النهجة'' ضد فرنسا كرد فعل صارم و''عائم'' جدا على ثورات من ''شكولاطة''.