الهيئة الدينية بوادي ميزاب المعروفة باسم العزابة بغرداية تنزل كل عام للشوارع في مسيرة للنهي عن الفحشاء والمنكر، والأمر بالمعروف، خاصة أن العراك بين الميزاب والعرب لا يتوقف هناك إلا ليعاود من جديد! ولو أن الهيئة قامت بتوسيع نشاطها خارج ''القصر'' لتشمل الولاية، بأسرها وتقتدي الولايات الأخرى بذلك ومن دون استثناء بواسطة المسيرات غير الممنوعة، فإن الاستفادة ستكون أكبر، بحجم المنكر الذي صار يراه الواحد وهو يمشي كما يمشي الطمع والجشع وحتى الفقر! وسيكون بالإمكان الالتقاء بخلق أكثر، ليس معظمها كما نتصور قابعين في الخمارات والقمار، وإنما في المساجد التي فشلت في معظمها والإدارات والشركات والأحزاب والوزارات، فكل نقد موجه لها بدءا من أول مواطن إلى أول مستورد، من باب الدين النصيحة، أو من باب من يرى منكم منكرا.. مدرج في قائمة الرفض، أو التجاهل أو حتى الاستهزاء.. بل وقد يصبح ''الصح آفة'' من الممنوعات وصاحبه مخبول تلزمه رقية نافعة! وهذا في إطار تواطؤ عام لا يخرج عليه أحد وإلا عد من الخوارج.. مع فارق كبير أن الخوارج ملّة عندها قناعات سياسية وهؤلاء لا دين لهم ولا ملة ومعظمهم من الفصارين! وعندما تروج أخبار غير مؤكدة على أن السلطة تريد تغيير بعض الوجوه الأحسن والأكثر نفعا للأمة، وليس شيئا آخر أو حتى العكس كما صرنا نقرأ الأحداث، فإن ذلك ستلزم قراءة جديدة أكثر وموضوعية في خريطة توزيع المسؤولين حسب الجهة، وهو مقاس دأبت السلطة على احترامه، خاصة أن زرهوني (وزير الداخية) نفسه أبان عن ذلك وهو يتحدث عن وجوده، 80% من سكان العاصمة جاؤوا من ''لبلاد'' أي من ''لحمارة للطيارة'' وتلزمه وتلزمهم مسيرة نهي! فوزراء ومديرو الشمال ومعظمهم من القبائل المملكين بالثالوث الخطير سوناطراك والشركات والبنوك، ومعهم جماعة الشرق والغرب ثبت تورط عدد أكبر منهم في قضايا فساد عكس جماعة الجنوب بدليل أن واحدا منهم باسم بن بادة (الوزير حاليا) وبن بيتور (رئيس الحكومة الأسبق) وهما أصلا من غرداية يمثلان نموذجا للمسؤول النظيف.. وهو ما يعني أن استيراد المسؤولين من هذه الجهة أفضل وأحسن من خيار الشمال، وحتى الاستيراد من الخارج على شاكلة البقر (الحلوب)!