نظمت نهاية الأسبوع المنصرم بغرداية المسيرة السنوية للنهي عن الآفات الاجتماعية وذلك بمشاركة جموع غفيرة من أتباع المذهب الإباضي. وعادة ما يلتئم في هذا الحدث الديني الذي دأبت الهيئة الدينية بوادي ميزاب المعروفة ب''العزابة'' بقصر مدينة غرداية على تنظيمه سنويا مئات من الأشخاص من مختلف الأعمار يتقدمهم أئمة ومشائخ الهيئة الذين ينزلون بعد أداء صلاة الصبح إلى أزقة وشوارع القصر العتيق وهم يأمرون الناس بالنهي عن الآفات الاجتماعية وكل أشكال الآثام والمنكرات التي تحث الشريعة الإسلامية السمحاء على محاربتها لتجنيب المجتمع آثارها المدمرة. وتشارك هذه الجموع الغفيرة في هذه المسيرة التي تنظم عادة مع مطلع شهر أفريل من كل سنة وبشكل سلمي وفي أجواء مليئة بالروحانية للنهي عن ارتكاب المحرمات والمعاصي من خلال وسيلة التبليغ لواحدة من بين الأركان الأساسية التي تقوم عليها الشريعة الإسلامية ألا وهي الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر. وتهدف هذه المسيرة التي ورثت من السلف الصالح -حسب أحد المنظمين- ''إلى دعوة الناس سيما منهم شريحة الشباب إلى تجنب ارتكاب المنكرات التي نهى عنها الدين الإسلامي الحنيف والتمسك بقواعده والتشبث بالسنة النبوية الشريفة''. ويعد هذا الحدث السنوي كما أوضح أحد شيوخ بلدة غرداية ''تقليدا متوارثا عن الأجداد الذين كانوا يغتنمون هذا العمل الدعوي مع مرور الأزمان لدعوة الناس إلى الاقتداء بهدي النبي محمد صلى الله عليه وسلم حتى لا يقعوا في المحرمات''. وعادة ما يشارك في هذه المسيرة الرجال فقط الذين يمرون عبر مسار محدد وهم يرددون عبارة ''ننهى أهل المنكر''، حيث ينطلق الموكب من أمام المسجد العتيق بأعالي مدينة غرداية مرورا ببعض الأزقة والممرات ثم ساحة السوق المركزي لينتهي بهم المطاف بمقبرة عمي سعيد التي يؤدي بها الجميع الصلاة ترحما على أهل القبور قبل أن تتفرق الجموع في خشوع وهدوء. وقد جلبت هذه المسيرة السلمية والدينية فضول العديد من السياح الأجانب المتواجدين بعاصمة وادي ميزاب الذين اغتنموا الفرصة لالتقاط صور تذكارية لهذا الحدث الاجتماعي. (وأ)