أدانت محكمة الجنايات بمجلس قضاء سكيكدة، نهاية الأسبوع، في آخر قضية مدرجة في الدورة الجنائية الممددة لمدة أسبوع أضافي، المتهم (ب. ب.عاشور) 44 سنة، وهو أب لثلاثة أطفال والمعروف باسم (الدوبلة)، بالإعدام على خلفية تهم تتعلق بالقتل العمدي مع سبق الإصرار والترصد في حق الضحية (م.م) 44 سنة وتكوين جماعة أشرار بغرض بث الرعب والهلع في نفوس المواطنين. واستنادا إلى قرار الإحالة فإن تفاصيل القضية تعود إلى شهر جوان من سنة 2008 تاريخ اختفاء الضحية ''م•م'' 44 سنة المقيم ببلدية عزابة شرقي عاصمة الولاية من بيت عائلته. وكانت عائلة (عاشور) قد أبلغت مصالح الشرطة القضائية بنبأ اختفاء (الدوبلة)، حيث لم يعد إلى المنزل منذ مدة بعد ما غادره في الصباح كعادته، متوجها إلى حقول البرتقال والإجاص التي يديرها بصيغة الإيجار بكل من طريق بيسي المؤدي إلى عزابة وبالحدائق بسكيكدة. الشرطة أخذت البلاغ على محمل الجد كونه يعد البلاغ رقم 4 من النوع ذاته بعد البلاغات الثلاثة السابقة حول اختفاء كل من (م.م) 28 سنة مقيم بالحدائق، و(م.م) 25 سنة مقيم بحي الماتش و(ر.ز) 23 سنة مقيم كذلك بحي الماتش، وهؤلاء جميعا يعرفون بعضهم بعضهم جيّدا ولهم علاقات عمل فيما بينهم ويدينون لبعضهم بعضا بالأموال، لم تمض إلا أيام قليلة حتى عُثر على (الدوبلة) بمنطقة الزويت من طرف عناصر الجيش الوطني الشعبي التي كانت في حملة تمشيط بجبال المنطقة وهو مقيد بالسلاسل والحبال. وهناك أخبرهم (الدوبلة) بأنه اختطف من طرف جماعات إرهابية، لتقوم بعدها عناصر الجيش الوطني الشعبي بتسليمه إلى مفرزة الحرس البلدي لبلدية عين الزويت، التي سلمته بدورها إلى فرقة الدرك الوطني لبلدية الحدائق. وبعد تحقيقات متواصلة معه سلم إلى فرقة الشرطة القضائية بأمن الولاية. وأثناء التحقيقات، تأكد محققو الشرطة أن سيناريو الاختطاف المفترض من طرف الجماعات الإرهابية الذي حاكه (ب..ب عاشور) المشهور باسم (الدوبلة) كاذب ليمطروه ويحاصروه بمجموعة من الأسئلة حول علاقته باختفاء (م.مولود) و(رميلات.ر) و(مسعدي. م)، لينهار (الدوبلة) ويعترف بقتله المدعو (م.م) بمطرقة، إذ قال للمحققين إنه في صبيحة أحد أيام شهر أفريل 2008 اتصل به (م.م) طالبا منه تسديد مبلغ من المال، كان يدين به له، فطلبت منه أن يوافيه بحقل الفواكه بطريق (بيسي)، وهناك أجهزتُ عليه بمطرقة ورماه بأحدى الشعاب البعيدة عن المارة. عناصر الشرطة لم ينتظروا كثيرا، إذ توجهوا مباشرة إلى المكان الذي رميت فيه الجثة مصحوبين بالمتهم، حيث عثروا فعلا على هيكل عظمي مغطى بسروال وحزام الضحية وعلى المطرقة التي نفذ بها (الدوبلة) جريمته. وأضاف المتهم أنه بعد ارتكابه الجرم، أخذ سيارة الضحية وهي من نوع (بيجو 306) وركنها بحي 700 مسكن لتضليل المحققين وإبعادهم عن مسرح الجريمة، ورغم أن الشرطة اشتبهت في (الدوبلة) بعلاقته بحادث اختفاء (م.مولود)، كونه آخر من اتصل بالمفقود حسب دليل شريحة هاتفه النقال إلا أنها أفرجت عنه في ذلك الوقت لعدم توفر الأدلة. وقد حاول المتهم في جلسة المحاكمة إنكار نية القتل مع سبق الإصرار والترصّد، كون أن شجارا دار بينهما مما أدى به إلى توجيه ضربة للضحية بواسطة مطرقة كانت بحوزته، غير أن ممثل الحق العام اقتنع بوجود قرائن قوية تدين المتهم، لتنطق هيئة المحكمة بعد مداولاتها القانونية بالحكم السالف الذكر.