تشكّل الزوايا حلقة هامة في الموعد الانتخابي لما لهذه الزوايا من مريدين وأتباع يعدون بالملايين في الجزائر، على اختلاف الطرق المنتمين إليها. ورغم الأهمية الكبرى لاستمالة الزوايا وكسب ثقتهم فيما يرجح الكفة بقوة لمرشح على آخر، قطعت الزوايا الطريق مع خمسة مرشحين من أصل ستة يسعون لتبوؤ منصب القاضي الأول في البلاد، بعدما استبقت الموعد الانتخابي وبكثير، لتناشد وتدعو لتجديد الثقة في شخص الرئيس بوتفليقة من دون شروط، لينعكس الحال على المألوف بعدما كان المرشحون يطلبون الود والتقرب، طالب شيوخ الزوايا ود الرئيس وفتحت أحضانها ملتمسة تحقيق رغبتها وأمانيها للاستمرار في سدة الحكم. الولاء وتجديده للرئيس بدأت فصوله مع وصول بوتفليقة إلى الحكم سنة .1999 وما عزّز الألفة بين الطرفين الاهتمام الكبير الذي أولاه النشاط الديني والزوايا، والذي تجسد في الرعاية التي تلقتها الزوايا من شخص الرئيس في نشاطاتاها وملتقياتها، والزيارات التي قادته إلى شيوخ الزوايا. كيف لا والرئيس بوتفليقة من أتباع الطريقة القادرية مثلما يذكر شيخ الطريقة القادرية، حساني لحسن بن محمد بن إبراهيم، الوثاق ازداد قوة ومناعة مع إعلان الرئيس ميثاق المصالحة الوطنية الذي لقي مباركة شيوخ الزوايا، من منظور أن المصالحة أمر رباني منصوص عليه في القرآن الكريم. فالخليفة العام للطريقة التيجانية، الحبيب التيجاني، يرى أن ما حققه الرئيس بوتفليقة وبالخصوص إطفاءه نار الفتنة، بالقول إن الرئيس برزت محاسنه خاصة في إطفاء نار الفتنة والنشاط الذي نجده في الوطن من أجل اللحاق بركب الازدهار، ومن ينكر إنجازات الرئيس فهو مكابر. شيخ الطريقة القادرية الذي يتبعه 12 مليون مريد، جدد الولاء للرئيس بوتفليقة ودعا للتصويت عليه نتيجة لتحقيقه الصلح والمصالحة الوطنية، ولم تحد الطريقة السنية عن غيرها في تأييد الرئيس من دون قيد أو شرط بعدما أعاد الأمن والاستقرار وشجع الزوايا وحفظة القرآن، على حد تعبير ممثل الزاوية المرزوقية في عين وسارة عبد القادر باسين.