فتحت محكمة الجنايات بمجلس قضاء الجزائر، ملف السرقة التي تورط فيها ابن شرطي متقاعد تواطأ مع صديق له على قتل قابض بمركز بريد بتليملي مستعملا مسدس والده وذلك بتوجيه رصاصة قاتلة لرأس الضحيةئ من أجل الحصول على مفاتيح المركز. وقائع قضية الحال حدثت في شهر جانفي وعلى الساعة الواحدة صباحا، حيث تقدم المدعو (ز.إ) وشريكه (د.س) من الضحية الذي يسكن بحي من أحياء باب الوادي وقصد ثلاثتهم منطقة الخروبة. حيث ادعى (ز.إ) أن لديه مصلحة مع الضحية ليعود الثلاثة إلى مقر باب الواد حيث ركن السيارة فيما همّ الضحية بالخروج من السيارة ليقوم إبراهيم بتوجيه الرصاصة للضحية وتصويبها للرأس، حيث خرجت من الأنف مسببة نزيفا حادا للضحية. (ز.إ) وشريكه (د.س) بعد أن قتلا الضحية توجها إلى حديقة ''بيروت'' بباب الواد للتخلص من الجثة بدفنها، إلا أنهما وجدا بعض الشباب هناك فقررا اختيار مكان آخر لينتقلا فيما بعد إلى ملعب 5 جويلية وبالغابة المحاذية له حيث نزل المتهمان وقاما بجر الجثة بعد أن ربطا رأس الضحية بكيس بلاستيكي ليوقفا مجرى النزيف ثم قام (د.س) بحفر حفرة لدفن الضحية بواسطة معول ومجرفة فيما قام (ز.إ) بتدبر حيلة بجعل باب الصندوق الخلفي للسيارة والغطاء الأمامي مفتوحين حتى يوحي بأن السيارة في حالة عطب. وانكشفت خيوط القضية عندما كانت مصالح الأمن في إطار دورياتها ووجدت سيارة ليتقدموا فيما بعد حيث بدا (ز.إ) في حالة من التوتر كما أن ملابسه كانت ملطخة بدم الضحية وفي هذه الأثناء خرج شريكه من الغابة حيث ألقي القبض على الجانيين ومعهما المسدس المستعمل في تنفيذ جريمة القتل. وأكد المتهمان أنهما قد اتفقا 20 يوما قبل الوقائع على قتل الضحية وذلك للحصول على مبلغ خزينة مركز بريد تليملي التي كانت مفاتحها عند الضحية، حيث خططا لذلك وتقاسما الأدوار بأن يقوم(ز.إ) باستغلال مسدس والده لقتل الضحية فيما يتولى الثاني حفر القبر ودفن الضحية وذلك مقابل 200 ألف دينار، كاشفين لمصالح الأمن أن الهدف من وراء قتل الضحية هو أخذ مفاتيح الخزنة الفولاذية التي كانت بحوزة الضحية باعتباره القابض بالمركز البريدي وهي الأقوال التي تراجع عنها الجانيان وذلك حين تقديمهما أمام المحكمة الجنائية بمجلس قضاء العاصمة بعد أن تمت متابعتهما بجناية القتل العمدي مع سبق الإصرار والترصد والمشاركة في القتل العمدي حيث جاءا برواية أخرى. المتهم الأول صرح أثناء استماعه أمام قاضي الجلسة أنه لم يقصد قتل الضحية وإنما دخل في رهان معه حول طريقة استعمال المسدس، حيث كان يمزح معه حول طريقة استعمال المسدس إلى أن خرجت الرصاصة سهوا منه وهو التصريح الذي واجهه النائب العام قائلا له إنه لو افترضنا أنك لم تقصد القتل فلما لم تقم بإدخال الضحية للمستشفى أو تبليغ مصالح الأمن وهي الأسئلة التي لم يجد لها المتهم أي جواب فيما التزم المتهم الثاني الصمت إزاء مجمل أسئلة النيابة. ممثل الحق العام أشار أثناء مرافعته إلى ثبوت إدانة المتهمين مؤكدا أنهما قد خططا لتنفيذ الجريمة بدليل إحضارهما للكيس البلاستيكي وآلات الحفر ليلتمس تسليط عقوبة الإعدام للأول والسجن المؤبد للمتهم الثاني.