رر وزير العدل حافظ الأختام، الطيب بلعيز، ترقية آسيا سحنون إلى منصب مديرة فرعية للأعوان القضائيين، بعد نجاح هذه الإطارة الشابة، خلال الأشهر الستة الأخيرة، في ضمان السير الحسن لهذه المديرية ذات العلاقة المباشرة بالضباط العموميين من محضرين قضائيين، محافظين للبيع بالمزاد العلني وموثقين. يأتي قرار الترقية بعد أن ظلت هذه المديرية الحساسة بقصر بوارسن تسير دون مدير فرعي، منذ قرار القاضي الثاني في البلاد إقالة المسؤول الأسبق لهذه المديرية، منتصف العام المنصرم. وهو القرار الذي جاء استكمالا لعملية تشبيب شرع في تطبيقها وزير العدل على الإدارة المركزية، بدأت منذ عام بتعويض المسؤول الأول على المديرية المركزية المكلفة بالشؤون المدنية، بمحمد صالح علي، أحد الإطارات القضائية الشابة الذي اعتمد عليه الوزير في برنامجه الخاص، بمضاعفة عدد الأعوان القضائيين إلى حدود 4 آلاف ضابط عمومي يحوزون تكليفا خاصا من وزير العدل. وقد أجبرت عملية زيادة حوالي 2000 موثق ومحضر قضائي جديد، قبل نهاية العام المنصرم، تجنيد كامل إطارات المديرية من أجل تسليم أختام الدولة وقرارات الوزير الخاصة بتنصيب هؤلاء الأعوان القضائيين الجدد، عبر كامل الجهات القضائية للوطن، وهو ما حوّل مكاتب هذه المديرية طوال الأشهر الأخيرة إلى خلية نحل، مفضلا طاقمها الشاب، التضحية حتى بعطلهم السنوية .ولعل هذه التضحيات شجعت المسؤول الأول على قصر وزارة العدل بالابيار، من وضع الثقة في إحدى هذه الإطارات الشابة، على رأس المديرية الفرعية للأعوان القضائيين، المصنفة ضمن أهم المديريات المركزية، بعد مديرية الشؤون الجزائية، مما لقي ارتياحا واطمئنانا كبيرا لدى مسؤولي الغرف الوطنية للمحضرين القضائيين، الموثقين ومحافظي البيع لما لمسوه من مهنية وكفاءة كبيرة لدى المديرة الجديدة طوال سنوات اشتغالها بهذه المديرية.مديريتان لا تقلان شأن عن الأولى، شهدتا هي الأخرى نقلة نوعية، ويتعلق الأمر بمديرية التنفيذ ومتابعة الأحكام التي نصب عليها وزير العدل قاضية من القضاة الشباب، وهي حزايلية رفيقة، حيث كان لها الأثر الكبير في رفع نسبة تنفيذ الأحكام والقرارات القضائية إلى نسبة قياسية تجاوزت 90% بعد أن كانت في حدود ال40% منذ سنوات قليلة، وجعلت الجزائر تحتل المرتبة الأولى عالميا في هذا المجال.أما المديرية الثانية فهي مديرية الإعلام بوزارة العدل، التي برزت خلال مراحل الإصلاح الأولى لقطاع العدالة، بخرجتها الإعلامية المتميزة، تجاوب مع حركيتها واحترافيتها رجال الصحافة، الذين لم يألفوا قبل مجيء الإعلامية السابقة السيدة بسكار على رأس هذه المديرية، مثل هذا الاهتمام بأصحاب مهنة المتاعب وتدليل الصعاب أمامهم• ونقلت مصادر مقربة من وزير العدل السيد الطيب بلعيز، عزمه على استكمال خطته في تشبيب القطاع، وإتاحة أكثر فرصة للإطارات الشابة من أصحاب الكفاءات القضائية، لتقلد مناصب قيادية سواء على المستوى المركزي أو على مستوى قيادة الجهات القضائية من محاكم ومجالس قضائية.وتتزامن هذه العزيمة مع تحضير عدد كبير من الإطارات القديمة بسلك القضاء عملية حزم أمتعتهم، وانتظار قرار الوزير بخصوص مسألة إحالتهم على التقاعد، غير أن رغبة المسؤول الأول على القطاع في استكمال برنامج إصلاح العدالة إلى آخر محطاته، دفعت بالوزير في الوقت الراهن، إلى الاحتفاظ ببعض الإطارات العليا للعدالة، لاسيما القضاة الموجودين حاليا في مناصب مهمة كمستشارين لدى المحكمة العليا، في محاولة منه للمزاوجة بين الإطارات الشابة والأخرى المحنكة ذات التجربة الكبيرة، لما تقضيه المرحلة القادمة من الإصلاح من حنكة الشيوخ وإرادة الشباب.