تضمن ميثاق الأخلاقيات والآداب الجامعية الذي أفرجت عنه وزارة التعليم العالي والبحث العلمي خلال الشهر الجاري، عقوبات صارمة في حق المخالفين لبنوده تصل إلى حد طرد الأستاذ والطالب نهائيا من الجامعة في حال ارتكاب أخطاء جسيمة.أكد وزير التعليم العالي والبحث العلمي رشيد حراوبية أن ميثاق الأخلاقيات والآداب الجامعية الذي أفرجت عنه الوزارة هو مكسب حقيقي لمختلف أفراد الأسرة الجامعية. وأوضح الوزير حراوبية في ندوة صحفية على هامش اجتماعه برؤساء المؤسسات الجامعية تحضيرا للدخول المقبل، أن الميثاق الذي يعد ثمرة عمل مشتركة جرى التحضير له طيلة عام كامل هو بمثابة أداة مرجعية تحكم سلوكات مستخدمي الجامعات من طلبة وأساتذة، وتضبط تصرفاتهم وتضفي طابعا أخلاقيا على أنشطتهم داخل الحرم الجامعي، ووجه الوزير تعليمات لرؤساء الجامعات، تقضي بنشر مضمون الميثاق داخل الجامعة لتمكين الطلبة والأساتذة والإدارة من الاطلاع عليه وحملهم على الالتزام به، داعيا أطراف الأسرة الجامعية إلى التقيّد بمختلف الحقوق والواجبات المحددة لها. وتضمن الميثاق الذي تحصلت ''البلاد'' على نسخة منه جملة من العقوبات، فبالنسبة للطالب، وفي حالة ارتكابه أخطاء يحدد درجتها التنظيم المعمول به وكذا النظام الداخلي لمؤسسة التعليم العالي، يتم إعلامه بشكل رسمي بالأخطاء المنسوبة إليه، ويمكن أن تصل العقوبات إلى الطرد نهائيا من الجامعة، وهي نفس العقوبة المطبقة على الأستاذ في حالة ارتكابه خطأ مهنيا ومثوله أمام الهيئات التأديبية، حيث يخوّل لهذه الأخيرة تجريده من صفة الأستاذ الباحث الجامعي كما شدد الميثاق على ضرورة احترام أعمال البحث الخاصة بالزملاء الجامعيين والطلبة، حيث إن السرقات العلمية تعد من الأخطاء الجسيمة غير المبررة التي يمكن أن تؤدي إلى الطرد. من جهة ثانية، وفيما يخص عملية التحضير للدخول الجامعي المقبل كشف الوزير حراوبية، أنه سيحمل هذه السنة شعار''النوعية''، مؤكدا أن الدولة بعد انتهائها من مرحلة توفير جميع الشروط اللازمة دخلت في مرحلة البحث عن النوعية، وكشف في هذا الشأن أن السنة الجامعية سيؤطرها لأول مرة مدرسون من المستوى العالي، 22 بالمائة منهم أساتذة ودكاترة وأشار في هذا الشأن إلى تكوين ما يزيد عن 4 آلاف أستاذ محاضر في الخارج، إلى جانب 5 آلاف أستاذ أنهوا تكوينهم في جامعات أجنبية. وأشار حراوبية إلى تسجيل فائض في هياكل الاستقبال البيداغوجي الخاص يعادل 60 ألف سرير، حيث تم توفير أكثر من 222 ألف سرير جاهز لاستقبال الطلبة. وفيما يخص نظام ''أل أم دي'' قال حراوبية، إن الوزارة الوصية ستقوم بتعميم نظام ''أل.أم.دي''، ليشمل كل مجالات التكوين تطبيقا لتوصيات الندوات الجهوية الثلاث المنعقدة مؤخرا، التي كشفت بأن النظام الكلاسيكي في طريقه إلى الزوال، ويتراوح معدل المقاعد البيداغوجية الخاصة بالموسم المقبل، 90 بالمائة بالنسبة ل''أل.أم.دي''.