كشف محمد الطوخي، القيادي في حركة الجهاد الإسلامي بفلسطين، أن الاعتداء الإرهابي الصهيوني على أسطول الحرية وإن اخذ شكلا عسكريا، إلا أنه يبقى ذا أبعاد وخلفيات سياسية تتعلق أساسا بالسؤال الوجودي الذي بات يؤرق الكيان الصهيوني الذي أضحى يتترّس وراء الجدار، يقول الطوخي، بفضل التقويم الجديد الذي أرسته المقاومة العسكرية والتضامن العالمي الفعلي لكسر الحصار بحرا تأكيدا للسيادة الفلسطينية على الشريط البحري الغزاوي وانسجاما مع منطق انسحاب الصهاينة من قطاع غزة. وهو الهدف الذي، إن تحقق، سيكون من الناحية الإستراتيجية رقما إضافيا في العد التنازلي للوجود الإسرائيلي، مشيرا في هذا السياق أن الشكوك بعدما كانت تراود إسرائيل في قدرتها على تحقيق الأمن والاستقرار والقضاء على المقاومة، أضحت اليوم تنخر كينونتهم الوجودية من أساسها. وقال الطوخي إن الاعتداء على الأسطول يجد تفسيره في الخوف الشديد لدى الصهاينة من الانهزام مجددا في ساحة معركة سياسية بعد انهزامهم على الأرض، في إشارة إلى حرب غزة التي لازالت لم تكشف، يقول الطوخي، عن كل أسرار صمود المقاومة والتفاف الشعب الفلسطيني وراءها. وشدد القيادي في الجهاد الإسلامي الذي نزل ضيفا على ''فوروم البلاد'' على أن ما لا يعرفه العالم هو أن المقاومة انتصرت على الكيان الصهيوني بلاشيء، غير إرادتها وصمودها وتمسكها بمبادئها. وواصل ضيف البلاد، مؤكدا أن الصهاينة استعجلتهم إرادة وضع حد لكرة الثلج العالمية التي أضحت تأخذها القضية الفلسطينية ودعم المقاومة وكذا مساعي كسر الحصار، بعدما كانت معادلة الصراع ثنائية بين الصهاينة من جهة، والشعب الفلسطيني بمقاومته من جهة أخرى، وهذا ما يؤكد -حسب محدثنا- أن القضية اليوم أخذت أبعادا إنسانية، وعادت بقوة إلى محضنها العربي والإسلامي والإنساني، وهو الأمر الذي أربك الصهاينة فارتكبوا حماقة الاعتداء على الأسطول في عرض المياه الدولية. وانتقل الطوخي للحديث عن معادلة الصراع الجديدة، خاصة في ظل ما تحوزه المقاومة من إمكانات اختصرها بالقول إن هذه الأخيرة استطاعت أن تفرض معادلة الرعب الجديدة في الصراع منذ .48 وأكد أن الاستعداد للشهادة من أجل فلسطين، لدى المواطنين العرب والمسلمين والتضحية التي لمسناها من قبل الغربيين، شيء جديد لم تشهده القضية منذ .48 وأضاف المتحدث أنه عندما تدخل تركيا والجزائر ودول وجنسيات أخرى، في إشارة إلى المشاركين في أسطول الحرية وبالأخص من الجنسيات الأوروبية، في معادلة الصراع وتلقي بثقلها الشعبي والحكومي في المعركة من أجل فك الحصار عن غزة، فإن كل هذا أربك نظام الاحتلال وجعل الصهاينة يتيقنون أنهم لن يتمكنوا من قهر إرادة الشعوب التي ستعاود مبادرات كسر الحصار على غزة ومن البحر، وهو ما يشكل بالضرورة مقتلا آخر للصهاينة محمد سلطاني رجّح حدوث طفرة في موقفها تجاه فتح الحدود، الطوخي يؤكد: التاريخ سيحاسب مصر لوقوفها طرفا في تجويع وحصار الفلسطينيين أكد ضيف في معرض الحديث عن تداعيات الهجوم على قافلة الحرية، أن '' الحكومة المصرية غير مطالبة بتقديم الدعم العسكري والسياسي للمقاومة الفلسطينية وإنما عليها أن تتعامل فقط مع الشق الإنساني بما يليق بالفلسطينيين كشعب من خلال فتح ممرات عبور المساعدات الإنسانية لإغاثة الأهالي''، مضيفا ''يجب تفادي إخضاع الحدود المصرية الفلسطينية كأدوات صراع في الاتفاقيات المبرمة بين الكيان الصهيوني والحكومة المصرية وذكر الطوخي أن ''مصر ستتحمل كامل مسؤولياتها التاريخية، الوطنية والدينية لوقوفها كطرف متفرج أمام سياسات التجويع والحصار المسلطة على الشعب الفلسطيني من طرف سلطة الاحتلال''، محيلا من خلال هذا الطرح، حكومة حسني مبارك إلى محكمة التاريخ، باعتباره شاهدا رئيسيا على حجم التجاوزات المرتكبة في حق الشعب الفلسطيني، والتي ستنال فيها القاهرة الجزء الأكبر من اللوم والعتاب بسبب موقفها المفضوح تجاه قضية فتح الحدود المصرية الفلسطينية لتمرير الاغاثات والمساعدات الإنسانية، وهو ما سيصغر من الدور المنوط بها على صعيد تحريك القضية الفلسطينية على أساس أنه ''لا توجد حرب دون مصر ولا سلام من دون سوريا''. ورجح ضيف ''البلاد'' حدوث طفرة في الموقف المصري تجاه مسألة فتح ممرات عبور المساعدات الإنسانية خلال المستقبل القريب بسبب قوة الحراك الشعبي المصري والذي سيسعى عموما إلى الضغط على حكومته وتجاوز موانع الالتحام بينه وبين الصمود الفلسطيني في الأراضي المحتلة فريال. م .مخاطر الوجود تقلص حظوظ البقاء لدى الكيان الصهيوني: إسرائيل... من الإمبراطورية إلى التترس وراء جدار كشف ضيف ''البلاد''، عن ''تقلص حظوظ الكيان الإسرائيلي في المحافظة على ميزان بقائه جراء انكسار شوكة السياسة الإسرائيلية القائمة أساسا على المعيار الأمني''، وهو الطرح الذي يحيل الكيان الصهيوني إلى مرحلة العد التنازلي واحتساب ما تبقى من أيامه المعدودة. واستعرض الطوخي، جملة من العوامل المهددة للاستيراتيجية الأمنية الإسرائيلية والمزحزحة للتواجد الصهيوني بالأراضي المحتلة نحو الفناء، حيث اعتبر المتحدث أن أبرز مصادر التهديد التي اعترت المحور الأمني الإسرائيلي، أفرزها المناخ الداخلي والمتمثل في المقاومة والبيئة الجديدة الحاضنة لها من طرف ''نهضة التحرك'' و''توازن الرعب'' الذي حققه الشعب الفلسطيني في عمق الكيان الصهيوني عبر المواجهة والصمود، بالرغم من الحصار الذي طوق القطاع الغزاوي طيلة ثلاث سنوات وأتى بثمار ''معجزة البقاء''، إضافة إلى الصراع الديمغرافي الذي الحق بسلطة الاحتلال نقاط ضعف أثرت على قضية حفاظه على وجوده، بدليل أن الكتلة السكانية اليهودية تتراجع لتصبح أقلية بمواجهة كثافة سكانية فلسطينية عالية. وأكد ضيف منتدى ''البلاد'' أن ''الإمبراطورية الإسرائيلية التي تتستر اليوم وراء الجدران، تواجه أخطارا وجودية تهدد كينونتها مستقبلا جراء فقدانها لمعيار الأمن الذي يتصدر أجندة أهدافها الاستراتيجية العليا، لذلك فالسؤال المحوري المطروح في الوقت الراهن: هل سيحافظ الكيان الصهيوني على حظوظه في البقاء في ظل غياب الأمن؟''. وباعتبار أن الحظوظ الأمنية لقيام السياسة الإسرائيلية قد تلاشت وتبخرت بفعل عوامل داخلية وخارجية، فإن الكيان الصهيوني قد ولج مرحلة ''الإنعاش'' بفقدانه العامل الأمني إن لم نقل إنه ''يحتضر''. وذكر قيادي حركة ''الجهاد'' الفلسطينية، أن ''بداية العد التنازلي للتواجد الإسرائيلي لا يرتبط بالمهددات الداخلية فقط وإنما يتصل بمستجدات الساحة العربية والدولية''. ومن أبرز العوامل التي عددها الطوخي بشأن تقهقر العقيدة الأمنية الإسرائيلية، تطوير الترسانة العسكرية في المنطقة وخصوصا في منظومة الصواريخ الباليستية والبرنامج النووي الإيراني ومحاولة إيران الجادة في امتلاك أسلحة الدمار الشامل، مما يدعو إسرائيل إلى إعادة مراجعة نظريتها الدفاعية التي ترتكز عليها أساسا، باعتبار أنها الدولة النووية الوحيدة في المنطقة. كما كشف المتحدث أن ''صحوة الأمة'' تقف كعامل أساسي وراء قلب موازين قوى السياسة الإسرائيلية التي تقوم على مفهوم الأمن الذي ظل ملازما لها منذ قيام إسرائيل سنة 1948 على كنف الاستيطان ثم تحويل القاعدة الاستيطانية إلى دولة، ثم التوسع فالهيمنة، لتتمكن خلال نصف قرن من الزمن، من تطوير استراتيجياتها الهجومية، حيث قال الطوخي إن ''البيئة الجديدة اليوم، والمتمثلة في إلغاء وتجاوز الحدود الجغرافية والخروج من دائرة الشعارات إلى حيز العمل والتنفيذ من خلال التحام جهود ومساعي العديد من الدول العربية والغربية، الرامية إلى إخراج القضية الفلسطينية من المفهوم الضيق إلى المعنى الواسع، سترهق الكيان الصهيوني وتجره إلى الزوال''. واستدل القيادي خلال عرضه لأبرز المخاطر المهددة بإزالة التواجد الإسرائيلي الذي يقوم على مبدأ الأمن، بمضمون الدراسة الإسرائيلية الصادرة عن المعهد الأمني ''رؤوت''، والتي تفيد بأن ''إسرائيل اليوم تواجه خطرا استراتيجيا نتيجة تطور المقاومة العربية الإسلامية واعتمادها استيراتيجية ''الاستنزاف والانهيار'' بموازاة اتساع حملات نزع الشرعية عنها في العالم بعد الحملات الشرسة التي تستهدفها من طرف العديد من الدول، بما في ذلك الدول الصديقة''. وقد حملت الدراسة تحذيرات بشأن الانعكاسات الاستيراتيجية المترتبة على تآكل مكانة إسرائيل، منها تقلص حيز مناورتها خلال استخدامها القوة العسكرية مما سيترك الكيان الصهيوني أمام تحد استراتيجي وجودي جديد، لتضيف ''الاعتراف بإسرائيل لا يعني الاعتراف بحقها في الوجود وتهديد حق إسرائيل في الوجود والمتمثل بنزع الشرعية الأساسية عنها يشكل أحد التحديات المركزية التي تحولها نحو خطر وجودي فريال.م هجومها على أسطول الحرية في المياه الدولية يعدّ قرصنة يتطلب تدخل الأممالمتحدة:إسرائيل سوف ترضخ وتُطلق سراح جميع المحتجزين أكد ضيف منتدى "البلاد" القيادي في حركة الجهاد الإسلامي محمد الطوخي بخصوص السيناريوهات المحتمل وقوعها عقب الهجوم الإرهابي الصهيوني على أسطول الحرية، أن إسرائيل سوف ترضخ لأمر الواقع وتُطلق جميع المحتجزين لديها، لا سيما وأن تركيا التي فقدت أكبر عدد من الشهداء خلال هذا الهجوم سوف تلجأ إلى أساليب الضغط على إسرائيل وهي عديدة لكن بطريقة ذكية. وأشار ذات المسؤول أن ما اقترفه الكيان الصهيوني يعتبر تجاوزا للقانون الدولي ويُكرس حرب القرصنة التي يكافحها القانون الدولي، وبالتالي يجب اتخاذ موقف وعقوبات صارمة من طرف هيئة الأممالمتحدة التي رأينا كيف تجندت كل القوى العالمية لوضع حد للقرصنة في الصومال، لكن يضيف "نقول لهم الأولى اليوم إلى توجيه الاهتمام للقراصنة الإسرائيليين". ومن جهة ثانية، أشار إلى أن التحرك التركي سوف يكون له وزنه هذه المرة، لا سيما إذا علمنا أن هذه الأخيرة لديها قنوات ضغط كبيرة على إسرائيل منها الاقتصادية والأمنية وما قامت به تركيا عقب الهجوم بإلغائها لأكبر ثلاث مناورات عسكرية مع إسرائيل لدليل على وزن تركيا في معادلة الكيان الصهيوني، كما شهدت خلال السنتين الأخيرتين برودة في العلاقات بينهما ومع أوروبا أيضا وفي المقابل بدأت توطد علاقاتها مع المنطقة العربية على مستوى العمق الأمني. وتوقع المسؤول أن تستمر مثل هذه المبادرات بمعنى قد تكون هناك قوافل أخرى للتضامن وفك الحصار على غزة، وتبقى كل الأبواب مفتوحة مستقبلا أمام التحركات الشعبية العربية فاطمة الزهراء.أ.