أبرز محمد الطوخي العضو القيادي في حركة الجهاد الإسلامي الفلسطينية، الذي نزل ضيفا على ''البلاد'' أول أمس، أهم الخطوط العريضة للمعادلة الجديدة التي باتت واضحة المعالم أمام الرأي العالمي اليوم في قضية الصراع الفلسطيني الإسرائيلي، حيث أكد بأنها ترتكز على قوة التحالفات والقوى الجديدة في المنطقة التي أبدت استعدادا لم يسبق له مثيل في الدفاع عن قضية الأمة الإسلامية والعربية وعن المقدسات الدينية في القدس الشريف. وفي حديثه ل ''البلاد'' أوضح القيادي محمد الطوخي، أن الكيان الصهيوني اليوم يعيش في مأزق كبير خصوصا في السنوات الأخيرة من بروز المقاومة التي نجحت في الخروج من مرحلة استمرار الصراع والصمود إلى مرحلة إيجاد وخلق الرعب داخل الكيان الصهيوني، مما يستبعد مواصلة وصمود هذا الأخير لمدة طويلة قد لا تتجاوز ال 50 سنة أو أقل، نظرا لعدة تهديدات تُحدق به بسبب الحماقات والجرائم اللإنسانية التي لا تتوانى الآلة الحربية الصهيونية في تحريكها باتجاه الشعب الفلسطيني الأعزل الحامل رسالة الدفاع وحماية مقدسات الأمة الإسلامية، وهو ما أدى حسب متحدثنا إلى انتقال الصراع الفلسطيني الإسرائيلي إلى صراع عالمي ضدّ هذا الكيان الظالم، خاصة وأن الأمة الإسلامية قررت المشاركة في هذه المعركة ودخلت في الصراع المباشر مع الكيان الصهيوني، وذلك من خلال تزايد الإصرار وطرح المبادرات لعلّ أبرزها محاولة كسر الحصار عن شعب فلسطين، وتنامي الرغبة في الاستشهاد من أجل إعطاء قوة زخم للمواجهة، واستشهد المسؤول بموقف الجزائر منذ بداية الصراع العربي الفلسطيني إلى غاية آخر مبادرة بمشاركة وفد رفيع المستوى كله عزم وإصرار لدخول قلب الصراع. هذه التحركات الجديدة الأولى من نوعها، أطلق عليها عضو الجهاد الإسلامي تسمية''إستراتيجية المواجهة الشاملة مع الكيان الصهيوني''بمعنى دخول قوى جديدة وقوية في الصراع والتي يجب البحث عن عمقها من خلال العودة إلى الحديث محاور رئيسية من المفترض أن تؤدي دورها تتمثل خصوصا في يعتبر أكثر قوة وضغطا حيث يرى المتحدث أن دخول تركيا بقبعة الصراع إلى جانبها الجزائر وقد تنضم إليها المقاومة العراقية، سوف يُغير الموازين، خاصة وأن هذه الدول حطّمت العائق الجغرافي لإيجاد حلول للحصار والتمادي الصهيوني ضد القضية الإسلامية، وهذا كلّه بمساندة ودعم من شعوبها التي تمقت الظلم وتتعطش للتحرر مهما يكون الثمن. نفس التوجه أكده مدير مرصد الحياة السياسية التركية فجان ماركوف في تصريحات له، أن ما حدث ل''أسطول الحرية'' قد يسمم العلاقات بين تركيا وإسرائيل، فلا شك أن هذه الأزمة تشكل تحولا في العلاقات بين البلدين، لكنه تحول بدأ في الحقيقة منذ حادث منتدى ''دافوس'' أين جرت مُشادة كلامية بين الرئيس الإسرائيلي ''شيمون بيريز'' ورئيس الوزراء التركي رجب طيب أردوغان غادر على إثرها الأخير الجلسة، كما أن العلاقات بين البلدين قد تتدهور أكثر، فالاتفاق السياسي الذي تم توقيعه بين البلدين عام 1996 لم يتم التخلي عنه لكن تطبيقه صار محدودا، وبالرغم من تبادل المعدات العسكرية بين الطرفين غير أن عدد المناورات العسكرية المشتركة بين البلدين تقلص. ورغم أن فكرة قطع العلاقات بين البلدين يبدو سهلا، إلا أنه بالعودة إلى عدد من المؤشرات والأسباب التي تربط البلدين، وإن حدث هذا سوف يُعتبر سابقة وخسارة معتبرة لإسرائيل لأكبر صديقة لها في منطقة الشرق الأوسط، وهو نفس التوجه الذي أعلن عنه أردوغان لأوباما الذي قال أن إسرائيل في طريقها لخسارة تركيا ومكانتها ستكون مرتبطة بأعمالها في المستقبل، وأن المكانة التي ستشغلها إسرائيل في المنطقة ستكون مرتبطة بأعمالها في المستقبل.