طالبت مختلف القوى السياسية الفاعلة في الجزائر المجتمع الدولي والحكومات العربية لاتخاذ مواقف حاسمة لإيقاف الغطرسة الصهيونية بعد الاعتداء الوحشي للجيش الإسرائيلي على "أسطول الحرية" لكسر الحصار على غزة، منددة ببشاعة الجريمة التي ارتكبها الصهاينة ضد مدنيين وعزل قادمين من مختلف دول العالم، حاملين مساعدات غذائية وأدوية لسكان القطاع الأبرياء المحاصرين منذ أكثر من 4 سنوات. وصف، أمس، "محمد جمعة" المكلف بالإعلام بحركة مجتمع السلم الاعتداء السافر على "أسطول الحرية" المتجه نحو غزة لكسر الحصار ب"القرصنة" و"الجريمة الإرهابية" التي يشهد عليها العالم، مؤكدا أن جميع الدول العربية والمسلمة والمجتمع الدولي عموما مطالب اليوم بأفعال لا أقوال وأن لا يبقى مجرد متفرج على الجريمة الإنسانية التي ارتكبها الجيش الإسرائيلي في حق مدنيين وعزل، داعيا الحكومة الجزائرية لاتخاذ موقف رسمي، وتستغل نفوذها الدولي للضغط على إسرائيل، مؤكدا أن "أسطول الحرية" حقق أهدافه بفضح الكيان الصهيوني الذي يستخف بكل الأعراف الدولية. كما ندد حزب جبهة التحرير الوطني في بيان له عقب اعتداء الجيش الإسرائيلي على "أسطول الحرية"، مشيرا إلى أنها جريمة أخرى تؤكد سياسة الغطرسة الصهيونية التي لا تحترم الشرعية الدولية، وتضيف مزيدا من الانتهاكات لسجلها الإجرامي الأسود، كما طالب الحزب العتيد المنظمات والهيئات الأممية والعربية والإسلامية باتخاذ مواقف شجاعة داعيا جميع مناضلي الحزب للمشاركة في الاعتصامات التي تؤطرها المحافظات الولائية للحزب بمختلف ولايات الجمهورية نهار اليوم تنديدا بالاعتداء. وأكد ميلود شرفي الناطق باسم التجمع الوطني الديمقراطي أن الاعتداء الهمجي للجيش الإسرائيلي على "أسطول الحرية" لن يزيد الجزائريين حكومة وشعبا إلا دعما وسندا كاملا وغير مشروط للقضية الفلسطينية كقضية تحرر عادلة، مشيرا إلى أن التجمع تلقى بأسف كبير نبأ الاعتداء على الأسطول الذي لا يحمل إلا مدنيين وعزلا وبعض المساعدات الغذائية والأدوية داعيا المجتمع الدولي لتحمل جميع مسؤولياته والضغط على الكيان الصهيوني لرفع الحصار على القطاع وإطلاق سراح من كانوا على متن أسطول الحرية. ودعا موسى تواتي رئيس الجبهة الوطنية الجزائرية "الأفانا" الحكومة الجزائرية لقطع جميع علاقاتها مع كل الدول العربية والإسلامية المطبعة مع إسرائيل باعتبار التطبيع يمنح الشرعية والغطاء للكيان الصهيوني للتمادي في جرائمه، مشيرا إلى أن العالم تأكد بعد الاعتداء السافر على "أسطول الحرية" أن الكيان أخطر منظمة إرهابية في المنطقة يجب محاربتها، مشيرا إلى عقد مختلف المكاتب الولائية للجبهة مسيرات واعتصامات نهار اليوم بمختلف ولايات الوطن تنديدا بالاعتداء الهمجي للجيش الإسرائيلي على أسطول الحرية. وقال الأمين العام لحركة الإصلاح الوطني "ليس المجرم شاليط أغلى من أبطالنا من نواب وصحافيين ومثقفين من خيرة أبناء الجزائر الذين جازفوا بأرواحهم في عرض البحار لكسر حصار وحشي تجاوز ألف يوم..كلنا اليوم مطالبون بالتحرك"، مضيفا "النظام الدولي يتغنى بمحاربة الإرهاب وأخطر تنظيم إرهابي يهدد الإنسانية اليوم هو الكيان الصهيوني، فالواجب البدء بمحاربته"، كما دعا المتحدث إلى الضغط على جميع الدول الأجنبية التي ترعى هذه العصابة الصهيونية بقطع العلاقات معها والضغط عليها بكل الأشكال الاقتصادية، الدبلوماسية والسياسية. وأشار محمد حديبي عضو قيادي في حركة النهضة إلى أن ما حدث فجر أمس هو جريمة بشعة تضاف إلى مسلسل جرائم الكيان الصهيوني ضد الإنسانية وتفضح المنادون والمهللون للتطبيع مع الإسرائيليين، فالاعتداء على المدنيين والعزل القادمين من أصقاع العالم حاملين للغذاء والدواء لا غير يؤكد دموية الصهاينة، ومطالبا الحكومة الجزائرية وجميع الحكومات العربية والأحرار في العالم للتحرك، محملا الرباعية والدول الحليفة لإسرائيل مسؤولية الاعتداء بتوفيرها الغطاء والشرعية للجرائم الإسرائيلية.