كشفت مصادر دبلوماسية مطلعة في نيويورك أن وفداً رفيع المستوى سياسياً وعسكرياً من ائتلاف المعارضة السورية، يعد العدة الآن لزيارة باريس ولندن ونيويورك، التي سيعقدون فيها يوم الجمعة القادم السادس والعشرين من هذا الشهر، اجتماعا مع أعضاء مجلس الأمن، لبحث الأزمة والأوضاع في سوريا والأهم مؤتمر جنيف2 القادم. وأثار ظهور لأخضر الإبراهيمي في مقر الأممالمتحدة الخميس، للاحتفال بعيد ميلاد المناضل الإفريقي نيلسون مانديلا، ضجة بين الإعلاميين المتلهفين لأنباء عن الأزمة السورية واحتمالات انعقاد مؤتمر جنيف2 خلال الأسابيع الثلاثة الأولى من شهر سبتمبر القادم، وإن كانت الآمال بشأن انعقاد هذا المؤتمر في موعده لا يمكن وصفها بالتفاؤل. ومن جانبه، قال بشار الجعفري، مندوب سوريا الدائم لدى الأممالمتحدة "الشعب السوري يحتاج إلى الوقف الفوري للعنف في جميع أنحاء البلاد، والانخراط الكامل للمعارضة في العملية السلمية، وإعلانها عن استعدادها لحضور مؤتمر جنيف2 بناء على التفاهمات الأمريكية الروسية الأممية". ولم يدل المبعوث المشترك الخاص لسوريا بأي تصريحات حول مؤتمر جنيف2، أو ما آلت إليه جهوده لحل الأزمة السورية، ولكن "العربية" علمت من مصادر دبلوماسية مطلعة وموثوقة في الأممالمتحدة، أن وفدا سياسيا وعسكريا رفيع المستوى من ائتلاف المعارضة السورية، سيقوم بزيارة باريس ولندن ونيويورك، وسيعقد ولأول مرة اجتماعاً غير رسمي ومغلق في السادس والعشرين من هذا الشهر مع أعضاء مجلس الأمن. وقد يتأخر انعقاد اجتماع السادس والعشرين لبضعة أيام نتيجة تأخر حصول أعضاء الوفد على تأشيرات لدخول فرنسا وبريطانيا والولايات المتحدة، ولكن المصادر تؤكد حتمية انعقاد هذه الجلسة مع أعضاء المجلس وإن تأخرت لبضعة أيام. أما على صعيد التحقيقات في استخدام الأسلحة الكيماوية، أوضحت تقارير أن بريطانيا وفرنسا أبلغتا الأمين العام، بان كي مون، أنه سيكون من غير المقبول تحديد التحقيقات في خان العسل فقط، بل لابد أن تشمل زيارة عدد صغير آخر من المواقع التي توجد لديهما بشأنها أدلة ذات مصداقية على استخدام الأسلحة الكيماوية. وبدوره، أشار الجعفري إلى أن "مسألة التحقيقات الهامة في خان العسل واستخدامات الأسلحة الكيماوية عامة، لابد أن تناقش في دمشق مع المسؤولين الأمميين الزائرين اللذين يمثلان الأمين العام وهما يتمتعان بالكفاءة والحرفية العالية". من ناحية أخرى، حذّر وزير الخارجية التركي أحمد داوود أوغلو، أمس، من أن بلاده ستردّ فوراً وبشكل فعّال على أية تهديدات ضدها تأتي من الجانب السوري من الحدود، بعد سيطرة حزب كردي سوري على مدينة رأس العين السورية واستعادتها من سيطرة مقاتلي "جبهة النصرة" فيها. ونقلت وسائل إعلام تركية عن داوود أوغلو قوله في مؤتمر صحافي مع نظيره اليوناني ايفانجيلوس فينيزيلوس، إن أنقرة سترد "فوراً بأكثر الطرق فعالية" ضد أية تهديدات لتركيا تأتي من الجانب السوري، وهي تقيّم الوضع المتغيّر في رأس النبع الحدودية التي شهدت مؤخراً اشتباكات بين مسلحي حزب "الاتحاد الديمقراطي" الكردي السوري ومقاتلي "جبهة النصرة" المرتبطة بتنظيم "القاعدة". وتحدث عن الاشتباكات في حمص، حيث أحرزت القوات الموالية للنظام السوري تقدّماً ملحوظاً على الأرض، وقال إن "بعض المجموعات" في سوريا تحاول استغلال الوضع، مضيفاً أن الوضع في سوريا "هش جد والتوتر يتصاعد".