شدد الخبير في الشأن الأمني بن عومر بن جانة على أهمية الاستعانة بالميهاريست، وهي قوات تستعمل "نوع من الجمال برع التوارڤ في تربيته"، لتأمين الحدود مع مالي في حال قررت الجزائر إعادة فتح حدودها المغلقة، بسبب تدني الأوضاع الأمنية هناك. واعتبر بن جانة في تصريح ل"البلاد"، أن قوات الميهاريست التي استعان بها الجيش الجزائري في فترة ما من أجل تأمين الحدود البرية الجزائرية ومطاردة الإرهابيين، تعد القوات الأمثل للقيام بهذه المهام لأنها تتكون أساسا من أبناء الجنوب الذين يملكون خبرة كبيرة في التنقل في الصحراء الشاسعة وتحديد الأماكن والمسالك، وبذلك يتمكنون بسهولة من التصدي للمهربين والجماعات المسلحة التي تحاول اختراق الحدود الوطنية، مشيرا إلى أن الدولة تخلت عنهم في فترة ما، إلا أن الملاحظ هو عودتهم إلى الواجهة خصوصا بعدما تأزم الوضع في الجارة مالي وسيطرة الجماعات الإرهابية على شمالها، ما أجبر الجزائر على اتخاذ كافة الإجراءات الكفيلة بتأمين حدودها وعلى رأسها الاستعانة برجال الميهاريست الذين يجندون من قبل الجيش الوطني للقيام بهذا النوع من المهام الصعبة. وأضاف الخبير في الشأن الأمني، أن قرار إعادة فتح الحدود هو قرار سيادي، ينبثق عن مؤسسات الدولة، وفي حال قررت الجزائر ذلك في هذه الفترة فإنها يجب أن تعلم حجم التحديات التي ستواجهها، حيث ستضطر إلى تعزيز الرقابة على الحدود من خلال تجنيد الطاقات البشرية وهو ما يمكن أن يكون صعبا نوعا ما، بالنظر إلى ما تشهده الحدود الشرقية وكذا الغربية للبلاد، موضحا بأن الوضع في مالي لا يزال يسوده الغموض، خصوصا قبل إجراء الانتخابات الرئاسية التي يمكن أن تعيد الاستقرار إلى البلاد، وقال إن تأمين الحدود الشاسعة مع مالي والتي تقدر ب 1376كلم تعتبر مهمة صعبة، تستدعي الاستعانة بالميهاريست الذين يتقنون القيام بهذا النوع من المهام، حيث يمكنهم التنقل في عمق الصحراء وبأقل مؤونة، مشيرا إلى أن فتح الحدود على مستوى المعابر الرسمية مع تعزيز الرقابة عليها لن يمنع محاولات تسلل المهربين والمسلحين عبر نقاط أخرى، وهنا يكمن دور الميهاريست.