دعا مجموعة من الشباب القريب من التيار اليميني المتطرف عبر شبكة ''فايس بوك'' إلى تنظيم سهرة في المقاطعة الثامنة عشرة بالعاصمة الفرنسية باريس يتخللها تناول المشروبات الكحولية وتناول نقانق لحم الخنزير ''نكاية في المسلمين'' وتعبيرا عن ''رفض الباريسيين لما أسموه أسلمة العاصمة الفرنسية باريس خاصة يوم الجمعة''، حيث يشهد الباريسيون صلاة الجمعة على الأرصفة وفي الطرقات الفرعية حسب ما نقلت وسائل الإعلام الفرنسية التي تعاطت مع الموضوع، مؤكدة من خلال التعليقات الواردة في الصفحة الاجتماعية للجهة المنظمة للسهرة سيلفي فرانسوا. كما نقلت يومية ''ميترو'' عنها التعبير عن سخطها مما تراه من المظاهر الإسلامية في فرنسا بداية بالصلاة إلى الملتحين الى مرتديات الحجاب إلى شبكات توزيع ومتاجر اللحم الحلال. وحسب وسائل الإعلام فإن التعليقات الواردة على شبكة ''فايس بوك'' بشأن النداء إلى السهرة الصاخبة تحمل معاني ولغة إقرب إلى اليمين المتطرف في فرنسا وذلك بالنظر للعبارات التي استعملوها على غرار ندائهم الموجه للفرنسيين والبارسيين الأصليين وعشاق باريس ومحبيها إشارة إلى أن غيرهم من الفرنسيين سواء المتجنسين أو المولودين على التراب الفرنسي من العرب والمسلمين غير مرحب بهم في هذه السهرة التي تحمل معاني العداء والتمييز العنصري.وكان موضوع السهرات الحرة التي يدعو إليها بعض الشباب من فرنسا مصدر قلق للسلطات الفرنسية التي فشلت في منع السهرة الأولى الصاخبة، بينما فشلت مجددا في الوصول إلى منظمي السهرة والداعين لها عبر شبكة ''فايس بوك'' خوفا من أن تأخذ المبادرة اتجاهات أخرى يصعب التحكم فيها رغم ما قد تشكله من الخطر على النظام والأمن العام في فرنسا وبالأخص ليلا وللرد على المبادرة المتطرفة، دعا آخرون من مسلمي فرنسا إلى سهرة على الشاي وعلى النقانق الحلال فيما سلطت وسائل الإعلام الفرنسية الضوء على الردود الواردة على صفحات ''فايس بوك'' لمسلميها على خطاب داع إلى بلورة الحق في الاختلاف والتنوع في إطار قوانين الجمهورية بعيدا عن التشنج والأحكام المسبقة وغيرها من ممارسات إقصاء الفرنسيين لبعضهم البعض وبعيدا عن الإكراه في الدين ومن باب أولى الإكراه في الديمقراطية أو في اللائكية وهي المعاني التي كرستها سياسة ساركوزي الذي أراد أن يحول اللائكية الفرنسية إلى دين جديد أراد أن يكره عليه مواطنين سواء كانوا من أصول جزائرية أو غيرها فيما يغض الطرف عن الديانات الأخرى وبالأخص اليهودية وما تشهده فرنسا من تنامي للصهيونية. وبهذا يكون شباب اليمين المتطرف في فرنسا إن ثبتت حقيقة بأنه من هذا التيار قد استلهم عداءه للإسلام والمسلمين من الفرنسيين من السياسة التي اعتمدها ساركوزي وتبناها وزراؤه ووسائل الإعلام الفرنسية التي جعلت من العداء للإسلام والمسلمين مادتهم الإعلامية الدسمة وفتحت الباب على مصراعيه أمام معضلة لن يصلح لعلاجها الاستفزاز والتهميش والإقصاء إلى فيطوهات اجتماعية كما تفعل اليوم السياسة الفرنسية المنتهجة والتي اقتحمت ساحة الإعلام الآلي بعدما كانت متربعة على وسائل الإعلام الثقيلة والمنابر السياسية التي يمكن مراقبتها خلافا لشبكات ''فايس بوك'' وما قد تجود به تقنية الإعلام الآلي التي يمكن أن تستعمل في تهديد سلامة الأشخاص وأمنهم كما يحدث عبر النداء الذي وجهه هؤلاء الشباب من الفرنسيين والممكن أن يأخذ مناحي أكثر خطورة إن لم يتداركها ساركوزي.