أطلق رئيس وزراء فرنسا السابق دومينيك دو فيلبان أمس السبت حزبا جديدا في خطوة أولية لمواجهة الرئيس نيكولا ساركوزي في انتخابات الرئاسة المقبلة عام .2012 وألقى فيلبان خطاب تأسيس الحزب في باريس بحضور حوالى ثلاثة آلاف من مؤيديه، غداة الذكرى السبعين للنداء الذي وجهه ديجول إلى مقاومة الاحتلال النازي لفرنسا. وقال المشرفون على العملية في وقت سابق إنهم يتوقعون تدفق حوالي ثلاثة آلاف مؤيد للمشاركة في حفل الإعلان عن تشكيل حزب الجمهورية المتحدة. ويتزامن الإعلان مع تدني شعبية الرئيس نيكولا ساركوزي، وبعد الانتقادات اللاذعة التي وجهها دو فيلبان إلى الرئيس الفرنسي، والتي اتهم حكومته بالتركيز فقط على نتائجِ استطلاعات الآراء وتطوير سياسات تتماشى مع تلك النتائج. يذكر أنه مع أن استطلاعات الرأي تشير إلى أن دو فيلبان لن يحصل على تأييد أكثر من 7 أو 8 بالمئة من الناخبين في الانتخابات الرئاسية في ,2012 يثير إطلاق حركته اهتمام وسائل الإعلام. وكان دو فيلبان صرح في أواخر مارس: ''قررت تشكيل حركة حرة ومستقلة تتجاوز الانشقاقات السياسية ويمكن أن تضم كل أصحاب النوايا الحسنة''. وكان دو فيلبان الذي بقي في الظل فترة طويلة، الأمين العام للاليزيه بين 1995 و2002 خلال عهد الرئيس السابق جاك شيراك. وتواجه دو فيلبان وساركوزي اللذان تنافسا على خلافة جاك شيراك، أمام القضاء أواخر 2009 في دعوى كليرستريم وهي قضية تلاعب كبرى في جداول مصرفية استهدفت عدة شخصيات بينهم ساركوزي. ومنذ إعلان براءته في أواخر جانفي، اعتمد دو فيلبان نبرة عالية ليطرح نفسه ''بديلا في إطار الأكثرية''. من جهة أخرى تظاهر المئات في وسط باريس احتجاجا على منعهم من إقامة حفل ''نقانق ونبيذ'' في الهواء الطلق في حي متعدد الاتنيات، وتنديدا ب''اسلمة فرنسا''. ونزل المتظاهرون الذين قدرت الشرطة عددهم بحوالى 800 شخص إلى الشارع تلبية لنداء أطلقته حوالى 20 منظمة علمانية أو يمينية متطرفة. وتجمع المتظاهرون في أعلى جادة الشانزيليزيه التي يقصدها السياح بكثرة، بعدما منعتهم السلطات من إقامة حفلهم في حي ''لا غوت دور'' في شمال باريس، وهو حي شعبي يقطنه سكان من اتنيات متعددة ويشتهر بمسجده الذي يعتبر أحد أكثر مساجد باريس اكتظاظا بالمصلين. وسار في التظاهرة ناشطون في منظمات علمانية أو نسائية جنبا الى جنب مع ناشطين من اليمين المتطرف ومشجعين لنادي باريس سان جرمان لكرة القدم الذين حملوا عبوات الدخان التي يستخدمونها عادة في الملاعب. ودعا بيار كاسين من منظمة ''رد علماني'' إلى ''يقظة ضمائر'' ضد ''فاشية سياسية-دينية''، معتبرا أن المسلمين يسعون إلى إرغام الجمهورية على التأقلم مع قوانين الشريعة الإسلامية في ما خص الصلاة والحجاب أو حتى تجارة اللحم الحلال. وأعربت إحدى الناشطات النسويات المشاركات في التظاهرة عن أسفها لكون ''الناس الذين يتظاهرون هنا لا يفعلون هذا للأسباب نفسها''، مبدية خشيتها من الخلط بين نضال عادل من أجل الدفاع عن حقوق المرأة أو عن العلمانية وبين شعارات اليمين المتطرف. ويقيم في فرنسا أكبر عدد من المسلمين في أوروبا، ويقدر عدد المسلمين في هذا البلد بما بين خمسة إلى ستة ملايين مسلم.