يوزع اليمين المتطرف الفرنسي في هذه الأيام التي تسبق شهر رمضان، ملصقات كُتب عليها "أحب الحرية.. وأحارب الإسلام" في شوارع باريس والمدن الفرنسية أخرى، ويعتزم عشرون ألف يميني متطرّف القدوم من مختلف بلدان أوروبا للتجمع أمام مقر الاتحاد الأوروبي في بلجيكا قبل يوم واحد من حلول رمضان، رافعين شعار "لنتصدى لأسلمة أوروبا". وأوضح سامي دباح،الناطق باسم ائتلاف مقاومة "الإسلاموفوبيا"(مرض الخوف من الإسلام) بفرنسا في تصريحات له أن "ملف الاهتمام بالإسلام عاد إلى الواجهة، ولكن بالصورة السلبية التي يقدم بها عادة، وهو ما يعكسه تناول الإعلام عبر بث التقارير الأمنية المحرضة ضد المسلمين".، هذا الأمر دعا ائتلاف مقاومة الإسلاموفوبيا بفرنسا إلى أن يصدِر بيانًا احتج فيه على تقرير أمني أوردته بعض الصحف الفرنسية، اعتبر أن الكثير من المحال التجارية المخصصة لبيع اللحم الحلال في فرنسا أصبحت "وسيلة لتمويل التنظيمات المتشددة!!". وسبق هذا تقرير آخر سربه "جهاز الاستعلامات العامة" الفرنسي، يتحدث عن مراقبة مكثفة للمدارس الإسلامية وظاهرة الإقبال على تعلم العربية من قبل الجيلين الثاني والثالث، واعتبر التقرير أن هناك حوالي 50 ألف طفل في الوقت الحالي يتلقون تعليم العربية في مدارس يديرها متشددون دينيون. وقد نظم المتطرفون اليمينيون، أمس، احتجاجا أمام مقر الاتحاد الأوروبي بمناسبة الذكرى السادسة لتفجيرات 11 سبتمبر، قالوا بأنه ضد ما أسموه "أسلمة أوروبا"، وقد وجهوا دعوات عبر الإنترنت و المنشورات للمشاركة في هذا الاحتجاج. ويأتي هذا الاحتجاج بعد حوالي شهر من تصريحات سكرتير بابا الفاتيكان التي حذر فيها من أسلمة أوروبا مشيرا في حوار لصحيفة ألمانية إلى تكاثر عدد المسلمين في أوروبا. كما كان وزير الداخلية الألماني قد دعا إلى مراقبة المعتنقين الجدد للإسلام، وانبرت الأجهزة الأمنية ومراكز البحث تحصي عدد المعتنقين للإسلام من الألمان بعد أن لحقت اتهامات بألمانيين قالت السلطات الأمنية إنهما كانا يعتزمان تنفيذ هجمات على أكبر قاعدة أمريكية في أوروبا. وقد أحصت السلطات الأمنية الألمانية 6 آلاف معتنق للإسلام سنة 2006 مقابل ألف فقط سنة 2005، وأحصى المعهد المركزي للأرشيف الإسلامي وجود 18 ألف ألماني معتنق للإسلام في ألمانيا، فيما قالت صحيفة "دي ولت" الألمانية: إن ما بين 200 و 250 ألمانيًّا يعتنقون الإسلام ينضمون إلى التيارات الدينية المتشددة كل سنة. ويجمع الخبراء أن موجة "الإسلاموفوبيا" أصبحت ظاهرة عامة في أوروبا، حيث أصدر المرصد الأوروبي لظواهر العنصرية ومعاداة الأجانب التابع للاتحاد الأوروبي أول تقرير له هذه السنة والذي يكشف الغطاء عن الصعوبات اليومية التي أصبح يعانيها مسلمو أوروبا بسبب انتمائهم للإسلام وممارستهم لعباداتهم. ويعكس هذا السلوك من قارة تدّعي العلم و التقدم و الدفاع عن حرية المعتقد، مدى عمق الهاوية التي سقطت فيها طبقة عريضة من طبقتها السياسية، وهو أمر يستدعي من الأوروبيين إعادة النظر في سلوكاتهم بالنظر إلى المنظومة الأخلاقية التي نذروا ثوراتهم و دساتيرهم للدفاع عنها، بل و التي ماتوا في سبيلها. م.هدنة/الوكالات