عرفت السياحة الداخلية في الجزائر تحسنا ملحوظا خلال هذا الموسم مقارنة بالسنوات السابقة، أين تم تسجيل ارتفاع محسوس في عدد السياح من داخل وخارج الوطن، خصوصا في ظل الإجراءات الجديدة المتخذة من قبل وزارة السياحة التي تهدف إلى إنعاش القطاع عن طريق جلب السياح وفي مقدمتهم الجزائريين، الذين فضلوا قضاء العطل في إحدى الولايات الساحلية للجزائر في ظل الأوضاع الأمنية المتدهورة التي تعيشها تونس التي كانت تعد الوجهة الأولى للجزائريين. أكدت وزارة السياحة، استنادا للإحصائيات المقدمة من طرف مصالح الحماية المدنية المكلفة بتأطير موسم الاصطياف في الفترة الممتدة ما بين 1 جوان و12 أوت 2013، أن عدد السياح والمصطافين في الجزائر قدر ب25 مليون، فيما سجل انخفاض طفيف خلال شهر رمضان الكريم، حيث يفضل أغلب الجزائريين قضاءه في المنازل رفقة العائلة. وحسب ذات الإحصائيات، فقد شهدت الولايات الغربية للجزائر أكبر تدفق للسياح، أين تم تسجيل ارتفاع في العدد وصل إلى غاية 10 مليون سائح في 3 ولايات فقط وهي وهرانومستغانم وعين تيموشنت، حيث استقبلت وهران لوحدها 4.6 مليون، فيما سجلت مستغانم 2.9 مليون سائح وعين تيموشنت 2.4 مليون، بينما سجلت ولايات الوسط والشرق إقبال 6.3 مليون سائحا كعدد إجمالي، وفي مقدمتها ولاية جيجل ب2.2 مليون سائح، بجاية2.1 مليون وبومرداس 2 مليون سائح، كما كشف كاتب الدولة المكلف بالسياحة محمد أمين حاج سعيد، عن إحصاء 4.1 مليون سائح في الفترة ما بين 24 جويلية و12 أوت، أي خلال 20 يوما فقط عبر كامل الشواطئ الساحلية. وفيما يتعلق بالحركة عبر الحدود بالنسبة إلى الجزائريين والأجانب، خلال الفترة الممتدة ما بين السداسي الأول من 2013 وإلى غاية 30 جوان من نفس السنة، كشفت وزارة السياحة استنادا إلى آخر الأرقام التي قدمتها المديرة العامة للأمن الوطني، عن أنه بالنسبة إلى حركة الدخول والخروج عبر الحدود الوطنية، تم إحصاء 3.5 مليون جزائري و1.1 مليون أجنبي، مشيرة إلى أن 800 ألف جزائري دخل إلى أرض الوطن من السداسي الأول للسنة الجارية و530 ألف أجنبي، أي أزيد من 1.3 شخص دخل عبر الحدود إلى الجزائر، كما تم إحصاء دخول 313.747 سائح تونسي إلى الجزائر خلال السداسي الأول من 2013. وحسب ذات المصادر، فإن عدد السياح التونسيين القادمين إلى الجزائر عرف ارتفاعا مقارنة بالسنوات الماضية، ويعود الأمر إلى ما تشهده بلادهم من أوضاع أمنية متدهورة، حيث فضل معظمهم قضاء العطلة الصيفية بعيدا عن أجواء التوتر السياسي والأمني، كما ربط خبراء ارتفاع نسبة السياحة الداخلية إلى عزوف الجزائريين عن التوجه إلى تونس التي تشهد اضطرابات منذ بداية هذه السنة، بعدما كانت تعد الوجهة السياحية الأولى للجزائريين بسبب التقارب في الثقافة والعادات، إمكانية السفر برا وكذا الأسعار التنافسية التي تقدمها تونس كل سنة مقارنة بالوجهات العربية الأخرى والأجنبية. في السياق ذاته، رهن الوضع الأمني المخطط السياحي لتونس، التي كانت تهدف من خلاله إلى استرجاع السياح الذين عزفوا في وقت ما عن التوجه إليها بعد الثورة في 2011، أين سجلت تونس انخفاضا كبيرا في عدد السياح الأمر الذي انعكس سلبا على اقتصادها، خصوصا أن السياحة تعد قطاعا استراتيجيا يمول الاقتصاد التونسي، كما أن 30 % من التونسيين يعيشون على هذا القطاع، إلى جانب استقطاب سياح جدد. وحسب ما أكدته وكالات سياحية، فإن عدد الجزائريين المتوجهين إلى تونس عرف انخفاضا مقارنة بالعام الماضي، إلى جانب انخفاض عدد المتوجهين إلى مصر بسبب الأوضاع الأمنية المتدهورة، وأشارت إلى أن معظم الجزائريين فضلوا قضاء العطل داخل أرض الوطن بالتوجه إلى إحدى الولايات الساحلية خصوصا الغربية منها، فيما اختار آخرون وجهات سياحية جديدة، على رأسها تركيا.