ميزانية عطلة الأسبوع في فندق 5 نجوم بتونس لا تكفي لقضاء يومين في فندق ب3 نجوم بالجزائر رصدت وزارة السياحة والبيئة وتهيئة الإقليم، غلافا ماليا قدره 2 مليون دولار لإبراز صورة القطاع السياحي الجزائريبالخارج من خلال إنجاز فيلم قصير حمل عنوان ''أحلى سر'' تم بثه عبر أشهر القنوات التلفزيونية في العالم، لكن ما تشير إليهالأرقام المتوفرة لدى ''النهار''، تؤكد أن الحملات الإشهارية الخاصة بالفيلم، لم يكن لها صدى إيجابيا لدى السياح الأجانب، حيثلم يدخل ولا سائح أجنبي الأراضي الجزائرية منذ انطلاق موسم الاصطياف رغم أن الحملات الاشهارية انطلقت منذ ما يزيدعن ستة أشهر. كشف، حسان قداش، رئيس الفدرالية الوطنية للوكالات السياحية، عن إحصاء قرابة مليوني جزائري قضوا عطلتهم الصيفيةخارج الوطن، بينهم 1 مليون اتجهوا إلى تونس، والبقية كانت وجهاتها السياحية موزعة عبر كل من المغرب، مصر وتركيا،وهي الأرقام نفسها التي سجلت الصائفة الماضية مع محافظة تونس على مركز الريادة من حيث استقطاب أكبر عدد من السياحالجزائريين، لا لشيء سوى لأن سلطات هذا البلد تولي اهتماما متزايدا بالقطاع السياحي من حيث توفير العدد اللازم للفنادقلإيواء السياح وبأسعار مغرية خاصة تلك المعمول بها في الفنادق ذات الخمس نجوم، والإستراتيجية تقريبا نفسها تعمل بهاسلطات الدول الأخرى سالفة الذكر، مما جعلها وجهة مفضلة للجزائريين.ورغم الفيلم القصير الذي أنجزته وزارة السياحة بتكلفةإجمالية تحمل أعباءها متعامل الهاتف النقال ''جيزي'' تحت عنوان ''أحلى سر'' لنقل الواقع السياحي على مستوى 8 ولايات فقطمن الوطن، بتجنيد طائرة واحدة تكفلت بعمليات التصوير ل200 موقع سياحي يتواجد بهذه الولايات، بث عبر أربع قنواتتلفزيونية تستقطب أكبر عدد من المشاهدين على الصعيد العالمي، إلا أن اختيار السائح الأجنبي لقضاء عطلته بالجزائر منعدم،حيث كشف محدثنا في هذا الشأن، في اتصال مع ''النهار''، عن غياب كلي للأجانب الذين قصدوا الجزائر منذ انطلاق موسمالاصطياف، وأن الذين دخلوا أرض الوطن لا يخرجون عن قائمة المهاجرين الجزائريين المتواجدين بالخارج الذين يتم تسجيلهمفي كل سنة، وأرجع السبب في غياب السياح الأجانب، إلى النقص الفادح في عدد الفنادق خاصة بالمناطق الساحلية، يقابلهالارتفاع الرهيب في أسعار الخدمات، إذ أن الإقامة أسبوعا كاملا بفندق بخمس نجوم في تونس بتكلفة تعادل تكلفة للإقامة يومينفقط في فندق بثلاثة نجوم بالجزائر''، فضلا على ذلك، فإنه رغم الإقبال للهائل للسياح على الأراضي التونسية، إلا أن عمليةالحجز في الفنادق تتم بسهولة تامة بغض النظر عن عدد الراغبين في الإقامة، عكس ما يحدث بالجزائر في إشارة له هنا إلىالصعوبات التي تتلقاها الوكالات في الحجز بمناطق سيدي فرج وزرالدة.واستغرب محدثنا، من القيمة المالية التي رصدتهاوزارة السياحة والمقدرة ب2 مليون دولار وضعت لاستقطاب السياح الأجانب، كونها قيمة جد ضئيلة مقارنة بالأموال التيتصرفها الدول الشقيقة كتونس والمغرب مثلا للتعريف بقطاعاتها السياحية، وأردف قائلا ''من الأجدر على السلطات المشرفةعلى السياحة بالجزائر تخصيص ميزانية لا بأس بها أو إنشائها لصندوق يتكفل بالشأن السياحي فقط من خلال تكثيف الحملاتالإشهارية وإنجاز أشرطة وثائقية لاستقطاب السياح الأجانب الذين لا زالوا يفضلون إلى حد الساعة زيارة الجنوب الجزائري''. قالت إن فيلم ''أحلى سر'' لا يكفي لجعل الجزائر وجهة سياحية عالمية وزارة السياحة تعترف بنقص خدماتها ولا تفكر في السائح الأجنبي إلا بحلول عام 2015 اعترف، عبد القادر غوتي، مدير التعاون والاتصال بوزارة السياحة والبيئة وتهيئة الإقليم، بالنقص الفادح في الإمكانياتالترفيهية، الفندقية والخدماتية في القطاع السياحي، وهو نقص سيبقى -حسبه- مسجلا إلى غاية حلول عام ,2015 أين سيكونبإمكان الوزارة المعنية بوجه أخص والحكومة بوجه عام، التطلع إلى مستوى استقطاب السياح الأجانب. وأوضح غوتي، أمس، في اتصال مع ''النهار''، أن الوزارة التي يمثلها لا تطمح حاليا ولا في وقت مضى إلى استقطاب السياحالأجانب، خلال مواسم الاصطياف، وإنما الشغل الشاغل للوزارة، في الوقت الراهن هو استقطاب أكبر عدد ممكن من الجاليةالجزائرية بالمهجر خاصة تلك المقيمة بفرنسا، واعتبارها كمستهلك للمنتوج السياحي الجزائري، كون جاليتنا بالمهجر تتميزبتخصيص قضاء جزء من عطلتها الصيفية في الشواطئ الجزائرية والإقامة بالفنادق المتواجدة هناك، وبالتالي فإن العائداتالناتجة عن ذلك، ستساهم في تطوير القطاع السياحي، إلى أن يصبح بحلول عام 2015 قادرا على جلب السياح الأجانب نحوالسياحة الشاطئية. وبخصوص، مدى تأثير الحملات الإشهارية الممولة من قبل متعامل الهاتف النقال ''جيزي'' تحت عنوان ''أحلى سر'' علىالسائح الأجنبي، اكتفى محدثنا بالقول إن ''أحلى سر، هي حملات إشهارية تعتبر الأولى من نوعها، أما تأثيرها على جعلالشواطئ الجزائرية وجهة سياحية عالمية، سيكون بعد مرور أربع سنوات من الآن، أي بعد تكثيف هذا النوع من الحملاتالإشهارية والترويجية والترقوية ذات الطابع السياحي وبثها عبر القنوات التلفزيونية متخصصة كانت أم متعددة التخصصات''. الحكومة تقر امتيازات لإنعاش القطاع السياحي استفاد القطاع السياحي في آخر مجلس وزاري، من عديد من الامتيازات الجبائية والمالية موجهة لفائدة المستثمرين، حيثضاعفت من مساحة الوعاء السياحي، من أجل عصرنة الهيئات السياحية المستغلة حاليا، والتخفيض في أسعار الخدمات المقدمةمن قبل الهيئات نفسها.وأشار البيان الصادر عن وزارة السياحة والبيئة وتهيئة الإقليم، إلى أن من ضمن الامتيازات التي استفادمنها القطاع، هي تلك المتعلقة بتخفيض سعر الإقامة في الفنادق، الإطعام والنقل، إلى جانب ذلك فإن وزير القطاع شريفرحماني، سيعقد ندوة صحفية بحر الأسبوع المقبل، للكشف عن أهم المستجدات التي جاء بها قانون المالية التكميلي ل,2009 فضلا على الآفاق المستقبلية التي يتطلعها إليها قطاع السياحة بحلول عام .2025 .