والي أدرار يُرابط ببرج باجي مختار لليوم الثالث على التوالي للإشراف على عودة "الاستقرار" نشر لجان مشكلة من 10 أشخاص لمتابعة الوضع الأمني في الأحياء السلطات المحلية تقدم 50 طنا من المواد الغذائية لسكان المدينة علمت "البلاد" من مصادر مُطلعة أن الحكومة ومن خلالها السلطات المحلية لولاية أدرار، رصدت غلافا ماليا أوليا بقيمة 7 ملايير سنتيم للتعويض عن مختلف الخسائر التي خلّفتها أحداث العنف التي راح ضحيتها 9 قتلى وعشرات الجرحى قبل أسبوع على إثر نشوب خلاف بين سكان قبيلتين الأولى عربية والثانية تابعة ل"الطوارق". وكشفت مصادرنا أن الاجتماع الذي جمع والي ولاية أدرار بحوالي 100 شخص من الأعيان وشيوخ الزوايا والقبائل، من أجل مناقشة الوضع ووضع خطة طريق لاستعادة الأمن والاستقرار، خلّص بالتوقيع على بيان تنديد واستنكار "بوقوع هذه الأحداث الأليمة التي تسببت في زهق الأرواح وضياع الممتلكات بهذه المنطقة التي كان أهلها مثالا في التعايش والتسامح والتآخي"، كما طالب مجلس أعيان بلدية برج باجي مختار بفتح تحقيق عاجل وشامل لكشف الأيدي التي كانت وراء هذه الجريمة، ومن أجل وضع حد لعصابات امتهنت اللصوصية وترويع المواطنين في بيوتهم ومعاقبتهم ليكونوا عبرة لمن تسول له نفسه العبث بأمن المنطقة واستقرارها"، حيث في هذا الصدد تم توقيف منذ اندلاع الأحداث حوالي 40 مشتبها فيه، أكد مجلس الأعيان على ضرورة معاقبة الضالعين المباشرين بعد فتح تحقيق معمق وتحديد المسؤوليات ومن ثبتت ارتكابه لتلك الجريمة. وأشارت مصادرنا إلى أن الجميع تعهد بالعمل على تطبيق بنود إرساء الاستقرار وإرجاع الثقة لنفوس وضرورة عودة المواطنين الذين كانوا قد غادروا بيوتهم أثناء تلك الأحداث، لا سيما الذين تعرضت مساكنهم للحرق والتخريب، كما تقرر خلال الاجتماع تنصيب لجان عبر الأحياء التي عرفت تلك الأحداث وهي ثلاثة أحياء من مجموع ثمانية أحياء كبرى بمدينة برج باجي مختار، تشكل هذه اللجان من 10 أشخاص يُمثلون طرفي الخلاف أي من السكان التابعين لقبائل "البرابيش" وقبيلة "إدنان" التابعة للطوارق، حيث تسعى هذه اللجان للحفاظ على أمن الحيّ أي تُكلّف بالجانب الأمني والتنسيق مع الجهات الأمنية خاصة مصالح الدرك وتبليغهم بأي طارئ أو محاولة اللصوص اختراق الأحياء، والقيام بلقاءات جوارية من المواطنين في هذه الأحياء. وأفادت مصادرنا أيضا أن والي ولاية أدرار لا يزال متواجدا لليوم الثالث على التوالي على مستوى برج باجي مختار، لمتابعة الوضع عن كثب والمعطيات الجديدة وعن عملية عودة الاستقرار، الذي أجمع المواطنون أنه عاد بصفة كلية خاصة يوم أمس الجمعة، حيث أُعيد فتح المقاهي وإزالة الحواجز التي وضعها السكان لمنع اختراق الأحياء، وتمت إعادة فتح جميع المحلات سواء تلك المتضررة أو تلك التي لم تتعرض للتخريب والكسر، كما عادت الحركة العادية للمواطنين الذين عادوا لممارسة حياتهم الطبيعية من جديد وفتح السوق باعتبار أن مدينة برج باجي مختار تتميّز بحركية مستمرة. لجان تقنية لتقييم خسائر المنازل والمحلات والسيارات المتضررة في سياق متصل، أكدت مصادر "البلاد" بأن الحكومة ومن خلال السلطات المحلية لولاية أدرار، قررت رصد غلاف مالي أولي قدره 7 ملايير سنتيم، من أجل القضاء على مخلفات تلك الأحداث وبالدرجة الأولى تعويض جميع المتضررين، وأضافت ذات المصادر أن إجراءات التعويض قد شُرع فيها، حيث انطلق وفد من اللجنة الخاصة التي أشرفت على عملية إعادة الهدوء للمنطقة منذ اندلاع الأحداث، في إحصاء جميع السكنات والمحلات المتضررة وإعداد تحقيقات وتقارير حول كل حالة بالتفصيل لتمكين الجميع من التعويضات المستحقة، فبخصوص تقييم السكنات المتضررة تم تكليف لجنة تقنية لتقييم الخسائر وهي تقوم بصدد عملية الإحصاء. من جهتها، تقوم المصالح الأمنية والجهات المختصة بتقييم الخسائر المتعلقة بالسيارات والمركبات المتضررة من تلك الأحداث، إلى جانب ذلك من المنتظر أن تستفيد عائلات الضحايا هي الأخرى من تعويضات عما لحقها. وأكد والي ولاية أدرار ساسي أحمد عبد الحفيظ على هامش زيارته للمنطقة، أن التموين بالمواد الغذائية تم استئنافه، حيث خصصت السلطات المحلية 50 طنا من مختلف المواد الغذائية لمدينة برج باجي مختار، أشرفت لجنة الصلح على توزيعها على المواطنين خاصة الذين خسروا منازلهم. فرض حظر التجوال ليلا على السيارات وتكثيف قوات الدرك في الأحياء المتضررة في إطار متصل، أسفر اجتماع الوالي مع شباب مدينة برج باجي مختار الذين بدورهم شكلوا لجنة لمواجهة تلك الأحداث منذ بدايتها، وتبنى الوالي جميع مطالبهم واقتراحاتهم من أجل استتباب الأمن، عن تقرير فرض حظر التجوال على السيارات ليلا، باعتبار أن معظم الضحايا الذين سقطوا كانت عن طريق الدهس بالسيارات وهو السبب الرئيس في اندلاع الأحداث حسب السكان عندما تعرض شاب لدهس سيارة ولاذ صاحبها بالفرار وهو ما خلّف حالة من الذعر أدت إلى نشوب أعمال عنف تحولت إلى حرب دامية بين شباب قبيلتين، كما وافق الوالي على استمرار التواجد الأمني لقوات الدرك في تلك الأحياء التي عرفت الأحداث الدامية. ولد قابلية يؤكد: "الأوضاع في برج باجي مختار بصدد الرجوع إلى مجراها الطبيعي" أكد وزير الداخلية والجماعات المحلية دحو ولد قابلية، نهاية الأسبوع، على هامش زيارة العمل التي قادته رفقة الوزير الأول عبد المالك سلال إلى ولاية المسيلة، أن الأوضاع بمدينة برج باجي مختار بصدد الرجوع إلى مجراها الطبيعي، مشيرا إلى أن حصيلة أحداث العنف التي شهدتها برج باجي مختار بلغت 9 موتى، كما نفى في نفس السياق، "مشاركة أيدي أجنبية في هذه الأحداث"، وأوضح الوزير أن لجنة الصلح المتكونة من أعيان المنطقة تعمل جاهدة من أجل رجوع السكينة والاستقرار للمدينة.