قال إن زيارته جاءت بدافع الصداقة بعيدا عن أي اعتبارات سياسية هل ستؤكد الزيارة المرتقبة للمرزوقي ما نفته المعارضة في تونس؟ نفى رئيس حزب "نداء تونس" ورئيس الحكومة في المرحلة الانتقالية الباجي قائد السبسي، وجود وساطة جزائرية لحل الأزمة في تونس، موضحا أن زيارته إلى الجزائر ولقاءه مع الرئيس بوتفليقة، كانت مجرد زيارة صداقة بحكم العلاقات التي تربط الطرفين. وأوضح السبسي في حوار له مع "الشرق الأوسط"، أن المعلومات المتعلقة بلعب الجزائر لدور الوساطة في تقريب وجهات النظر بين الفرقاء التونسيين غير صحيحة، كاشفا عن أن زيارته إلى الجزائر ولقاءه مع الرئيس بوتفليقة زيارة عادية بعيدا عن أي اعتبارات سياسية، وأشار إلى أنه تربطه علاقات مميزة مع القادة الجزائريين، وعلاقة صداقة وطيدة مع بوتفليقة، وبقي على تواصل معه عندما كان في الحكومة وبعدما غادرها منذ سنوات طويلة، وأضاف أن الجزائر منشغلة في هذه الفترة بالوضع الأمني، بحكم امتلاكها لحدود شاسعة مع 7 دول ما يتطلب منها اليقظة خصوصا في ظل الوضع الأمني غير المستقر في ليبيا، مالي، النيجر وحتى تونس، مؤكدا أنه لا توجد مشكلة حدود بين البلدين إلا أن ما تشهده تونس من تمركز للمجموعات المسلحة في الشعانبي يطرح مشكلة أمنية للجزائر، مشيرا إلى وجود إرهابيين جزائريين ينشطون في تونس وآخرين تونسيين ينشطون في الجزائر والدليل مشاركة 13 تونسيا في الهجوم الإرهابي الذي استهدف قاعدة الغاز بتيڤنتورين منتصف جانفي الماضي، ما أدى بالجزائر إلى الشعور بأن تونس غير ممسكة بالوضع الأمني كما يجب، معتبرا ظن الجزائر في محله، لأنها تركت حدودها مع ليبيا دون رقابة كافية، ما نتج عنه تهريب جميع أنواع الأسلحة إلى تونس. وكان رئيس حركة "نداء تونس" قد كذب فيما سبق خبر لقائه مع زعيم حركة النهضة الحاكمة في تونس راشد الغنوشي في الجزائر إثر الزيارة المتزامنة لكليهما، وأوضح أن بوتفليقة قدم جملة من النصائح من خلال تأكيده على ضرورة إيجاد حل لما تعرفه البلاد، وهو ما اعتبره مجرد نصيحة من رئيس صديق لبلد شقيق بعيدا عن أي محاولة للتدخل في الشؤون الداخلية لتونس، نافيا وقوف الجزائر إلى جانب أي طرف على حساب الآخر. وكقراءة أولية لزيارة الغنوشي والسبسي إلى الجزائر، واللذان كانا أول شخصيتين غير جزائريين يلتقيهما الرئيس بعد عطلته المرضية الطويلة، قامت بها الطبقة السياسية في كلا البلدين، أن الجزائر تلعب دور الصديق الوسيط في فض الاختلاف القائم بين الحزب الحاكم والمعارضة التونسية بما فيه صلاح شعبهما وبلادهما، قبل أن يفند السبسي الأمر في حواره مع الشرق الأوسط، بينما لم تؤكد الجزائر أو تنف الأمر. وينتظر أن يستقبل بوتفليقة ثالث شخصية تونسية ممثلة في الرئيس منصف المرزوقي، وهي الزيارة التي تحمل دلالات مختلفة بعيدا عن علاقات الصداقة والمجاملة التي تحدثت عنها المعارضة في انتظار ما ستكشف عنه خلال الأيام القادمة.